الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي ودواء أندرال لم يعد يفيدني.

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 18، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وسبب الرهاب لي مشاكل كثيرة، والآن أنا في الثانوية العامة، ومستواي الدراسي انخفض كثيرا.

كنت أتناول أندرال 40 السنة الماضية بجرعات كبيرة قبل الموعد، وبعد أن انتهى العام الدراسي توقفت عنه، وأصبح مستواي وتفاعلي الاجتماعي ممتازا، لكن الآن -للأسف- عاد الرهاب يلاحقني, جرعات الأندرال التي أخذتها لا تبدي مفعولا.

بماذا تنصحني أن أتناول مع الأندرال؟ وما هي الجرعة؟ ومتى أتوقف؟ علما بأني في ليبيا، وليس كل الأدوية موجودة، أو ربما يختلف اسمها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت في عمر فيه الكثير من الطاقات الجميلة، طاقات نفسية، وطاقات وجدانية، وطاقات جسدية، ولا بد أن تُحطِّم وتُحقِّر فكرة الخوف هذه، وأنت لست أقل من الآخرين. التغيير النفسي الفكري هو الأساس في مثل حالتك.

والخطوة الأخرى هي: أن تضع برامج يومية، تلزم نفسك فيها بالتواصل الاجتماعي.

أولاً: يجب أن تجلس في الصف الأول في الفصل الدراسي.

ثانيًا: لا تُطأطئ رأسك أبدًا، دائمًا انظر إلى الناس في وجوههم، وابدأ بالتحيَّة، وإذا حُييِّتَ بتحيَّة فحيِّ بأحسن منها.

ثالثًا: اسعَ على أن تكون بارًا بوالديك، وأن تكون مشاركًا في أسرتك بما هو مفيد. هذا يؤدي إلى نضوجك الاجتماعي، والنضوج الاجتماعي يؤدي إلى انفتاح نفسي كبير؛ مما يزيل الخوف تمامًا.

رابعًا: مارس رياضة جماعية مع أصدقائك، هذه مفيدة جدًّا.

خامسًا: مارس تمارين الاسترخاء حسب ما وردتْ في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015). التطبيق هنا سيكون مفيدًا جدًّا والالتزام به.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي:
فأنت صغير في السن، ولا أريدك أن تتناول أدوية كثيرة. الإندرال لا تتناوله بجرعة أربعين مليجرامًا، هذه جرعة كبيرة نسبيًا، تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

والدواء الآخر هو عقار يعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) أعتقد أنه متوفر في ليبيا، وله مسميات تجارية كثيرة، منها (زولفت Zoloft) ومنها (لسترال Lustral) لكن في ليبيا قد تجده تحت مسمّى تجاري آخر.

جرعة السيرترالين هي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إن شاءَ الله تعالى تجد فيه فائدة وخيرًا كبيرًا جدًّا، خاصة أنه دواء سليم وفاعل، لكن لا بد أن تُطبق الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك، ولا تعتمد فقط على الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً