الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي مقدمة بواسير، واستعملت بعض العلاجات وما زال الألم يعاودني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الصرح العملاق، وأسأل الله أن يجزيكم عنه خير الجزاء، وأسأله أن يبارك فيكم وفي أهليكم وأرزاقكم.

عانيت منذ شهر نوفمبر عام (2013م) من مشكلة في البطن، تبين فيما بعد أنها قولون عصبي، وانتهت بعد (3) شهور تقريباً.

كذلك كانت عندي مشكلة في فتحة الشرج، وأجريت عملية شرخ شرجي في (25/12/2013م)، وتحسنتُ تماماً بعد العملية بـ (3) شهور تقريباً، لكن عاودتني الآلام في شهر يونيو، وطلب مني الدكتور (وهو غير الذي أجرى لي العملية) عمل مغطس ماء مع ملح، وتناول أدوية (مرهم وحبوب)، وانتهت الآلام بعد أسبوع.

عاودتني الآلام في نهاية فبراير (2015م)، وراجعت الدكتور، وقال: إنها مقدمة بواسير، وإنها لا تحتاج إلى عملية، حيث تزامن ذلك مع الآلام بروز قطعة صغيرة جداً، ووصف لي نفس الأدوية، وتحسنتُ بشكل طبيعي.

بعد أقل من شهر عاد الأمر مرة أخرى؛ ربما لتوقفي عن المغطس والأدوية، فعدت إلى نفس الأدوية والمغطس، وتحسنت كثيراً، ولكن الشيء الصغير الذي برز لم يختف نهائياً، وهو الذي يسبب لي الآلام.

بصراحة أنا مللت كثيراً من هذا الأمر، ومن مراجعة الدكتور، والكشف المتكرر، وتكاليف العلاج.

اضطررت إلى الذهاب إلى شخص أعرفه، وهو متخصص في الأعشاب، وشرحت له مشكلتي، فقام بمسك يدي، والضغط على منطقة أمام الكوع، والضغط على فقرة من فقرات القفص الصدري، وطلب مني التمييز بين الألم الناتج عن الضغط في المنطقتين، وأعطاني عشبة معينة مع زيت زيتون، وطلب مني تناول معلقة منها يومياً مرة واحدة على الريق، وقال: إن كل مشكلاتي ستنتهي بعد أسبوع.

مرت (3) أيام، ولم أتحسن كثيراً مع استعمالي للمرهم والمغطس والعشبة، علماً أنه لا يوجد عندي إمساك، وتخلصت منه بعد عملية الشرخ، ولكن لا أعرف لماذا تعاودني المشكلة.

قرأت عن استخدام الثلج والصبار والليمون وزيت الزيتون والخل وأكياس الشاي، فأرجو أن تدلوني على حلول تخلصني من المشكلة نهائياً، خاصة أني لا أريد إجراء العملية، فقد سمعت أن شخصاً أجرى العملية وتوفي خلالها.

جاءني قبل يومين مغص يشبه المغص الذي كنت أشعر به خلال فترة القولون العصبي، ولم يصاحب ذلك خروج دم أو شيء مع البراز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ملخص المشكلة والمعاناة هي القولون العصبي، وإجراءك عملية الشرخ الشرجي، ووجود انتفاخ مؤلم، قد يكون بواسير، وقد يكون ناسوراً شرجياً ملتهباً.

العلاج يتمثل في الوقاية، من خلال البعد عن التوابل الحارة في الطعام، والبعد عن الجلوس ساعات طويلة على الكتب قدر المستطاع، والبعد عن التدخين إذا كنت مدخناً.

علاج البواسير من الدرجتين الأولى والثانية تماماً بدون جراحة، من خلال تجنب الإمساك الذي يؤدي إلى البواسير، وشرب الماء والعصائر، خصوصاً عصير الخوخ وعصير التين المجفف المنقوع، وتناول فاكهة التين الطازج والخوخ، وتناول المزيد من السلطات مع زيت الزيتون، وتناول الخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير (وهي عبارة عن ملعقتي شعير مغلي مطحون توضع في كوب حليب دافئ قبل النوم)، كل ذلك يساعد على إخراج لين؛ وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع.

يمكن تناول حبيبات (Agiolax)، تتناول منها ملعقة كبيرة مرتين يومياً؛ للمساعدة في علاج الإمساك، أو أكياس (fybogel) مع كوب من الماء؛ وبالتالي يمكن علاج البواسير من الدرجتين الأولى والثانية إن شاء الله.

العلاج الطبي للبواسير هو كبسولات (دافلون 500 مج)، تتناول كبسولتين ثلاث مرات يومياً مدة (4) أيام، ثم كبسولتين مرتين يومياً مدة (3) أيام، وبعد ذلك كبسولتين يومياً مرة واحدة مدة (3) شهور.

هناك تحاميل، أو لبوسات شرجية مثل (بروكتوهيل)، تستعمل مرتين يومياً، ومثلها مرهم دهان حول الشرج من الداخل والخارج، وأقراص مسكنة مثل (بروفين 600 مج) بعد الأكل عند الإحساس بالألم.

لا مانع من تناول جرعات من مضاد حيوي مناسب لعلاج الالتهابات المتوقعة مثل حبوب (Klacid 500 mg)، تتناولها مرتين يومياً مدة (7) أيام، وممارسة الرياضة والمشي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

ما ذكرتَهُ أنتَ من وصفات لعلاج البواسير، ليس عليها دليل طبي، ولا يستخدم أيٌّ منها في علاج البواسير وأمراض الشرج.

العلاج بالثلج ومغطس الماء الدافئ يساعد في تنشيط الدورة الدموية في المكان، ويخفف من الألم، فلا بأس به.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً