الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الصديق صاحب الشخصية الفظة والذي يعاني من الدونية

السؤال

السلام عليكم!
إنه صديقي خليفة، احترت في أمره، وأدهشني في الآتي:

1. كلما أقترب منه يبتعد عني، وكلما أتصل به ينفصل!

2. لم أقصر معه، وأبذل كل شيء لإسعاده، لكنه يحاسبني على كل كبيرة وصغيرة!

3. كثير الملام، وكثير العتاب، وكثير المحاسبة لي في كل كبيرة وصغيرة!

4. يا شيخنا الجليل، يظن في ظن السوء: تارة يقول: أنت لا تريدني، وتارة أخرى يقول: أنا لا أصلح لك، ومرة أخرى يقول: أنا سأنقطع عنك!

5. وكأنه يترصد الأخطاء فقط والعيوب، ولا يشفع لي عنده شيء طيب وحسن.

6. المشكلة أني لا أريد التفريط فيه، ولا أريد منه شيئاً، وأخلاقي تفرض علي البقاء بجانبه، لكنه يقسو علي أحياناً.

7. السؤال - يا شيخ - هل أصارحه مما يزعجني؟ هل أعامله بنفس الطريقة؟ هل أتعارك معه؟ هل أستمر في حبي؟ هل أغير أسلوبي معه؟

8. إنه يصغرني بسبع سنوات، وأريد أن أكون الأفضل أخلاقياً وأدبياً؛ مراعاة لعلاقتنا الأسرية والزمنية والمكانية، لكنني أتألم لترصده لي بهذه الطريقة.

جزاكم الله وإيانا فردوساً عالياً، وروضة أعلى مع سيدنا وحبيبنا محمد وصحابته الكرام!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هذا الصنف الذي تكلمت عليه يسمى بالشخصية الفظة، أي غليظ القلب لا يتفاهم مع غيره، ويجعل الآخرين يتجنبون التعامل معه مخافة ردود أفعاله، إنه إنسانٌ يعيش في حرب دائمة مع من حوله، ويتشاجر معهم دون سبب ظاهر، وذلك كونه يشعر بالنقص والدونية فيلجأ إلى الغضب، ويرفض كل ما يصدر من الآخرين، فتجده يدمرهم ويؤذيهم، فهو شخص سلبي يدفع الآخرين معه نحو بئر السلبية، لذا فالشخص الفظ ينفر الآخرين من حوله، ويخسر محبتهم له، ويكون من الصعوبة بمكان التأثير عليهم وكسبهم، فقد قال الله تعالى وهو يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))[آل عمران:159].

وصديقك أخي عبد الله يحتاج إلى ترويض لشخصيته وتعديلها، ويجب أن تعرف كيف تتعامل مع مثل هذه النوعية من الناس:

1- لا تخش الفظاظة مهما كانت عنيفة، ولا تقدم تنازلات، فكثيراً ما يتحول الذئب إلى حمل وديع.

2- حاول أن تتقرب منه أكثر، وذكره بالله تعالى، وأن الذي يجمع بينك وبينه هي الإخوة في الله وليست المصلحة الدنيوية.

3- لا تشهّر به أو تظهر عيوبه أمام الآخرين.

4- تعامل معه بتواضع.

5- تجنب مجادلته ومهاجمته أو استفزازه.

6- حاول أن تستعمل معه الكلمة الطيبة والثناء الحسن، فإن لهما الأثر الفعال في شحذ الهمم وتحقيق المعجزات، ومنح الطاقة والحيوية اللازمين في إنجاز أي عمل كان.

7- يجب أن تتحلى بالرفق في معالجة مثل هذه الشخصية؛ حتى لا تخسرها، واسمع إلى حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).

8- عامله معاملة حسنة، لأنها تعتبر من الأساليب الإقناعية الناجحة لما لها من أثرٍ جيد في لين الطرف الآخر وإقناعه، فهي تدخل شغاف القلب وتعمق المشاعر، وترطب الفكر، وترضي السمع وتشد الانتباه.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً