الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة عازبة وأحس بشعور ممتع عند قراءة المواضيع الجنسية.. هل هذا خطأ؟

السؤال

السلام عليكم.

هذه ليست أول استشارة لي، ومع كل استشارة تزداد ثقتي بكم، فجزاكم الله عنا خير الجزاء.

استشارتي اليوم هي كالتالي:
أنا طبيبة ومحجبة، ومنذ سنة تعرفت على زميل لي التحق بنا في المستشفى، وبعد فترة طلب مني الزواج، وتكلم مع والداي، ولكن الظروف لم تسمح لوالديه بزيارتنا فهما كبيران في السن، ومسكنهما بعيد عن المدينة حيث نعمل، وكلما تحدد موعد يستجد في الأمر شيء، ولا يأتيان، وفي الحقيقة أنا أخجل أن أطلب منه أن يعجل في هذا خصوصًا، وفي نفس الوقت لم أعد أتحمل الانتظار، لأني في الحقيقة أحببته، وطبعًا بما أنه لا ميثاق شرعي بيننا لا أسمح له سوى بمكالمتي في الهاتف، بل حتى في العمل أتفاداه.

أحيانًا أشعر أن صبري نفذ، وأحتاج أن نعجل قليلا في ارتباطنا، ولكن لا أحب أن أزعجه، وما زاد الطين بلة إنني حاولت أن أقرأ قليلا عن الثقافة الجنسية بما أنني مقبلة على الزواج، ولكن كلما قرأت شيئًا يسبح خيالي معه، وأشعر بشيء غريب في جسدي، ولكنه شعور ممتع نوعًا ما، بل وأحيانًا أقرأ مواضيع أعرفها فقط لأشعر بما ذكرته سابقًا أخاف أن يكون هذا فيه معصية.

أشتاق إليه كثيرًا، وأتمناه كثيرًا، وأدعو الله دائمًا أن يجمعنا في الحلال.

أرجوكم انصحوني، هل أطلب منه أن يعجل بالخطبة الرسمية أم أصبر؟ وهل ما أحس به أثناء قراءة المواضيع الجنسية حرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ layla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك الثقة في موقعك ونشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعجل لك بالحلال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

خير البر عاجله ولا خير في التأخير، ولا حرج في مطالبته بالتعجيل، ويمكن أن يكون ذلك من طريقك، ويفضل أن يكون من طريق والدك؛ لأنه قد ناقش معهم الموضوع، وعليه فالحرج في كل الأحوال مرفوع، كما أن الفتاة هي من تتضرر من التأخير، ولا ينبغي للرجل أن يمد رأسه ويعلن رغبته، ثم يتوقف، وإذا كانت هناك ظروف، فمن المهم أن يطلعكم عليها، وإن اقتضى الأمر مساعدته فساعدوه.

أما بالنسبة للقراءة في مجال العلاقات الجنسية، فمن الطبيعي أن يكون سببًا للإثارة، والحكم الشرعي يرتبط بالتداعيات التي تحصل، وليس من المصلحة تحريك كوامن الشهوة دون أن يكون موعد الزواج قد حان، كما أن القراءة في هذه الأمور ينبغي أن تكون لكتاب يحرصون على تناول هذه الثقافة ببعدها الإيماني الشرعي الذي يغني فيه التلميح عن التصريح، وتكفي فيه الإشارة عن العبارة، ورغم أنه لم تتضح لنا طبيعة وحدود الشعور الذي ينتابك إلا أننا نؤكد أن المصلحة في عدم إيقاظ الشهوة لتحتفظي بمخزونك العاطفي كاملا.

ونسأل الله أن يعجل لك بالخير، ونطمئنك بأن تعلم تلك الأمور الفطرية لا يحتاج إلى وقت طويل، كما أن المهارات في العلاقات الخاصة تزداد مع الاستمرار حتى تحدث البصمة الجنسية، ويأتي التوافق التام والمتعة الكاملة الحلال، ولا مانع من التواصل مع موقعكم لتأتيكم التوجيهات الشرعية في وقتها المناسب؛ لأن التوافق والانسجام في الفراش من قواعد السعادة الأسرية وركائزها.

ونسعد بتواصلكم المستمر، وإن أردت توصيف ما يحصل لك عند القراءة، فيمكنك فعل ذلك، ومن حقك أن تطالبي بحجب الاستشارة رعاية للخصوصية.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً