الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق في الصدر عندما أصحو من نومي، أريد نصيحتكم

السؤال

ﻻ ينقصني في هذه الحياة سوى رحمة ربي، أداوم على الصلاة ﻻ أنقطع عنها، ولكني أشعر بضيق الصدر عندما أصحو من نومي وتفكيري بالتفاهات، ﻻ ينقطع مما يؤثر على عملي وتركيزي به.

تناولت البروزاك لمدة سنة، وأنهيته قبل 6 أشهر من الآن، ولم أعد آخذه، أصبح ضيق الصدر عندي شبه يومي، أرجو النصح بالإفادة لعل الله يكتب لي الشفاء التام بنصحكم.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأنا سعيد جدًّا برسالتك هذه، وأنا أعرف أنك مداوم على صلاتك، فأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك جميع الطاعات.

أيها الفاضل الكريم: الشعور بضيق الصدر ليس دليلاً على وجود الاكتئاب، وهذا أمر جيد جدًّا، أنت تناولت البروزاك، والبروزاك دواء فعَّال لعلاج الاكتئاب والقلق والمخاوف، لكنه ليس الدواء الأفضل لعلاج القلق، ضيق الصدر معظمه ينتج من توترات نفسية تؤدي إلى توترات عضلية ممَّا يُؤثِّر على عضلات الصدر، فيشعر الإنسان بهذا التوتر الذي تعاني منه وكذلك الضيق، أما التفكير في صغائر الأمور فهو أيضًا سمة من سمات القلق.

أيها الفاضل الكريم: إذًا مُجمل القول أن حالتك بسيطة، وبسيطة جدًّا، وكل الذي يُتطلب منك هو أن تكون إيجابيًا في التفكير، وإيجابيًا في الأفعال، وإيجابيًا في المشاعر، وهذا يتأتَّى من خلال المثابرة والتصميم وحسن إدارة الوقت، وأن تجعل نفسك دائمًا شخصًا مفيدًا لنفسك ولغيرك، هذه الأهداف السامية تُحرِّك الإنسان إيجابيًا، هي طاقات فعّالة جدًّا، والله تعالى قد حبانا بالكثير من الطاقات، والكثير من الإمكانات، والكثير من الخبرات، فقط قد تكون مختبئة، قد تكون مخفية، قد تكون داخلية، ومتى ما استشعرنا واجباتنا حيال أنفسنا والآخرين تتحرك هذه الطاقات -إن شاء الله تعالى- مما يجعل الإنسان يكون أكثر فعالية، والفعالية دائمًا تُقلل القلق والتوتر.

ويا أخِي الكريم: الرياضة مهمة جدًّا في حالتك، وكذلك التمارين الاسترخائية، هذه تُعتبر علاجًا أساسيًا وضروريًا، فحافظ عليها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فلا أعتقد أنك في حاجة للبروزاك أو الأدوية المماثلة، أنت سوف تستفيد كثيرًا من عقار مضاد للقلق مثل عقار يعرف بالـ (بسبار Buspar)، والذي يعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)، أو الـ (فلوناكسول Flunaxol)، والذي يعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) بجرعة صغيرة، أو عقار (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) بجرعة صغيرة أيضًا، وهذا ربما يكون العقار الأفضل والأسهل من ناحية الاستعمال، كما أنه سليم.

فيا أخِي الكريم: ابدأ في تناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، بشرط أن تكون مستمرًا في التفكير الإيجابي، وفي حسن إدارة الوقت، وفي ممارسة الرياضة.

هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية في حالتك، وأنا أشكرك جدًّا على هذه الرسالة الطيبة، وقناعتي مُطلقة أنك -بإذن الله تعالى- سوف تُشفى من الذي تعاني منه.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً