الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي الكثير من القلق والمخاوف حول الأمراض، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على النصائح المقدمة منكم، وبارك الله فيكم.

أنا شاب عمري 25 عاما، أعاني منذ 7 سنوات تقريبا من دقات قلب سريعة وقوية جدا، أشعر أثناء هذه الدقات بأن قلبي سيخرج من مكانه، تستمر لمدة دقيقة تقريبا، أو تكون عبارة عن ضربة أو ضربتين فقط.

شعرت بها أول مرة نتيجة لكمة في الصدر، أثناء ممارسة الرياضة، ومن يومها وأنا أعاني منها، وقد ذهبت لكثير من أطباء القلب، وقمت بعمل رسم قلب أكثر من مرة، وموجات صوتية على القلب، وتحاليل غدة، وصورة دم كاملة، وكانت النتائج كلها سليمة، ولله الحمد.

كان رد الأطباء أنها حالة توتر وقلق، مع وصف دواء (اندرال 10م) وأخيرا (كونكور 5) مع بعض المكملات، ولكن لم أداوم على تلك الأدوية؛ لأني أشعر بالضربات حتى مع استخدام الأدوية.

أما الآن فأشعر بعدم القدرة على أخذ نفس عميق، مع ألم في الصدر، يزول أحيانا، وأشعر به أحيانا، وفي بعض المرات أسمع صوت خشخشة مع الشهيق، وأشعر بوجود بلغم، ولكن لا أستطيع إخراجه، ولا يوجد سعال، وأشعر بأصوات غازات في بطني، وعند الدخول للحمام يكون البراز قليلا، ويوجد به مخاط أبيض.

نومي مضطرب، وكثيرا ما أقلق أثناء النوم، وأشعر بالخمول، وعدم التركيز، وبدأ وزني ينقص مع رعشة غير مرئية، فأنا فقط من يشعر بها، وقد مللت الذهاب للأطباء.

أشعر دائما أني مريض بأمراض خطيرة، وحالتي النفسية تسوء، وأعلم أني ممكن أن أكون مريضا نفسيا، ولكني لا أعلم كيف أخرج مما أنا فيه، فقدت لذة الحياة بسبب حالتي.

أرجو منكم أن تفيدوني في حالتي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك هذه، وهي واضحة المعالم، وأقول لك أيها الفاضل الكريم: أنت لست مريضًا جسديًا عضويًا، ولست مريضًا نفسيًا، الذي تعاني منه هو ظاهرة نفسية بسيطة جدًّا، تُعرف باسم (قلق المخاوف) والذي يظهر لي أن شخصيتك حسَّاسة بعض الشيء، لذا أنت تترقب وتُراقب، وتتحسَّس كل وظائفك الجسدية، وهذه الحالات معروفة، ونسميها بالحالات النفسوجسدية البسيطة.

أي أن سبب الأعراض الجسدية المتعلقة بالجهاز الهضمي، أو الصدر، أو خلافه؛ هي ناتجة من التوتر والقلق، وقد ذكر لك الأطباء ذلك، أنك بالفعل متوتر، لذا قام الطبيب بإعطائك الأدوية التي وصفت لك، وهي تُعالج أعراضك فسيولوجيًا، لكن قد لا تقتلعها الاقتلاع التام، لذا –أيها الفاضل الكريم– أقول لك:

أنت محتاج لأدوية مضادة لقلق المخاوف، إن ذهبتَ لطبيبك النفسي هذا أمرٌ جيدٌ، أو الطبيب الباطني الذي له اطلاع ومعرفة في الطب النفسي أيضًا سوف يُساعدك.

من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك عقار يعرف تجاريًا باسم ( مودابكس Moodapex )، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) متوفر في مصر.

الجرعة التي تحتاجها جرعة بسيطة جدًّا، تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا –أي حبة واحدة– تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا –أي نصف حبة– لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء تدعيمي آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) معروف جدًّا في مصر لعلاج الأعراض النفسوجسدية، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين أيضًا، ثم توقف عن تناوله.

أخِي الكريم: هذين الدواءين يُدعمان بعضهما البعض، يعني يجب أن تتناول الجرعة حسب ما وصفناه لك، وللمدة المطلوبة، حتى تتحصل على أعلى قيمة علاجية.

أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءً من حياتك، هذا مهم جدًّا، تجنب النوم النهاري، لا تتناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، لأنها تُثير عضلات القلب، وقد تؤدي إلى القلق والتوتر، وقد تُضعف النوم لديك، فاحرص على أذكار النوم فهي مفيدة وعظيمة.

وعليك بالرجوع إلى استشارة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015) هذه الاستشارة مهمة جدًّا، وبها إرشادات لتطبيق تمارين الاسترخاء، لأن تمارين الاسترخاء من أفضل السبل التي تجعل الإنسان في حالة سكون مع ذاته، حين تسترخي العضلات تسترخي النفس، وهذا يزيل القلق والتوتر.

أيها الفاضل الكريم: اجعل لحياتك معنى، اجعل لنفسك مستقبلا، اجتهد في تطوير ذاتك وفي صِلة رحمك، وأن ترفع من معارفك ومداركك، واحرص على أمور دينك... هذا كله يصرف انتباهك عن هذه الأعراض التي أنت متحسسٌ حولها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً