الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا مصاب بالاكتئاب بسبب المعاناة من المشاكل العائلية

السؤال

السلام عليكم.

عانيت منذ شهرين من ضغوط ومشاكل عائلية قاسية وشديدة جداً، مما أثر على صحتي النفسية.

أنا مصاب بالاكتئاب منذ سنتين، وأستخدم سيبرالكس 10 ملج في اليوم، وعندي صرع منذ 10 سنين، وأستخدم ديباكين كرونو 2000 ملج في اليوم، وكيبرا 2000 ملج في اليوم.

عندما عانيت من المشاكل العائلية ابتلانا الله بالتدخين وتعاطي شجرة القات المنتشرة لدينا بكثرة في مجتمعنا اليمني.

أنا اليوم نادم جداً على ما فعلت، وعلى ما تعلمت من هذه العادة السيئة المضيعة للوقت والمال.

حاولت مراراً وتكراراً أن أتركها، لكني لم أستطع، مع أنني أعمل في عمل خاص صباحاً ومساء، وبالفترة الأخيرة لم أعد أذهب مساء بسبب هذا البلاء، وهو القات والتدخين.

مع أن أهلي لم يعلموا بذلك حتى الآن، وإذا علموا ستكون هنا الطامة الكبرى.

هل يوجد دواء أو عقار للتخفيف من الأعراض الانسحابية للقات والتدخين، ولو لفترة مؤقتة؟

علما أنني لا أدخن إلا عندما أتعاطى القات، وحاولت تركه وبحثت في كل المواقع، وحاولت لكن بدون فائدة، فهل يوجد دواء يخفف الرغبة في تعاطي القات؟

علما أنني ملتزم دينياً، ومحافظ على جميع الصلوات في وقتها، أرجو الإفادة، أريد أن أعود مثلما كنت.

وشكرا لكم على ما تقدمونه لخدمة المسلمين، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: لا شك أن القات يحتوي على مكوناتٍ كيميائية إدمانية، وأهم مركب في القات يُسبب الإدمان هو الـ (كاثونين Cathinone)، أو يسمى (بينزويلثانامين benzoylethanamine) وهو آحادي الأمين القلوي، وهو يشبه الأمفيتامينات، وهي مجموعة من المنشطات الإدمانية المعروفة.

أخي الكريم: إذا كان لديك العزم والقصد – أي النيَّة مكتملة – لأن تتوقف فسوف تتوقف -إن شاء الله تعالى- وأنا أحسبُ أنك بالفعل تملك الإرادة والجدية للتوقف عن القات والتدخين.

إذًا الركيزة الأساسية والجوهرية والمهمة هي تقليب الفكر، إصرار الفكر اليقيني بأن القات خطير وضار، وبعد ذلك ابدأ في تخفيف استهلاكك للقات، ابدأ بتخفيف الكمية التي تُخزنها إلى النصف، وذلك لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك خففها إلى الربع لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك توقف عنه.

هذا نظام تدريجي بسيط يُساعدك كثيرًا.

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية: فهنالك بعض المؤشرات أن عقار (أولانزبين Olanzapine) والذي يعرف تجاريًا باسم (زبراكسا Zyprexa) سوف يُساعدك، لا أقول: إنه مُضاد لتعاطي القات، هذا كلام ليس صحيحًا، لكنه قطعًا يتحكّم كثيرًا في الإفرازات الكيميائية الدماغية التي تنتج من تعاطي القات، وهذا يُساعدك -إن شاء الله تعالى-.

الأولانزبين سوف يُحسِّنُ النوم لديك، ابدأ في تناوله بجرعة اثنين ونصف مليجرام (2.5) ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسة (5) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اثنين ونصف مليجرام (2.5) ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً