الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنتظر من أحببت وتعلق قلبي به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية أدرس الطب، تعرفت على شاب في مثل عمري، على قدر عال من الأخلاق الدين والعلم، أحبني كثيرا وتعلقت به أكثر، ولكن لم تدم علاقتنا أكثر من شهر، لأنه رحل من البلاد فجأة وغير رقم هاتفه، ومنذ عام وأنا أبحث عنه وأراسله دون جدوى، مع علمي بأنه يحبني، فلم أجد سوى البكاء لأنفس به عن حالتي.

تقدم لخطبتي شخصان، ولكنني لم أوافق على أي منهما، ولا أظن بأنني سأتزوج غير من أحببت، ولن أجد مميزاته في شخص غيره، فهل يستحق مني كل هذا الوفاء، لقد أصبحت أعاني من ضعف التركيز في الدراسة ولا أستطيع بذل الجهد فيها، فهل أنتظره؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imma حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا يستحق الوفاء من لا يقدر الأوفياء، فلا تنتظري السراب، ولا تردي الصالحين من الخطاب إذا طرقوا الأبواب، وهم أولى ممن نسي ما بينكما وانصرف من غير رغبة في الإياب، وغير هاتفه ليبتعد عنك، وربما عن كل الأحباب.

وأرجو أن تعلمي أن ما حصل كان لون من الإعجاب، وقد ثبت أنه لم يراع مشاعرك، ولم يسأل عنك، ولم يستأذنك أو يعلمك، فكيف تنتظري بعد هذا الغموض الذي امتد سنة وهو مرشح للمزيد؟

وإذا كانت المرأة صادقة في مشاعرها، فإن من الرجال من لاهم له إلا قضاء الأوقات، والعبث بمشاعر الفتيات، فاحمدي الله الذي نجاك، وكشف لك حقيقته منذ البداية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعجلي بالتوبة مما حصل من تواصل دون وجود غطاء شرعي، واستأنفي حياتك بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وتسلحي بالصبر، واستفيدي من التجربة، وإذا وجدت ميلا من أحد الشباب إليك فاطلبي منه مقابلة أهلك، واعلمي أن هذا هو أهم اختبار لصدقه حتى تضيعي وقتك، سعدنا بتواصلك، ونتمنى أن تنتبهي لدراستك، وتتوجهي إلى ربك، فإن الخير في يديه سبحانه، ونشرف بالمتابعة معك، ونسأل الله أن يوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً