الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق الشديد والحزن وعدم الرضا بشكلي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 21 سنة، أعاني منذ أكثر من سنة من قلق شديد وحزن وضيق، أشعر بالخوف من الاجتماع مع الناس والظهور لهم، ومعظم وقتي أكون في غرفتي منعزلة عن الجميع، ومعظم وقتي أبكي، وأيضا أعاني من وزني وشكلي البدين، أصاب بالجنون إذا ازداد، وأعمل التمارين الرياضية والحمية القاسية سرا رغم أن وزني في المعدل الطبيعي، ولكن لست مقتنعة بذلك أبدا.

أجوّع نفسي لأكثر من 6 أيام، وأخسر الوزن، وأحيانا تحدث لي شراهة للأكل غريبة فآكل حتى معدتي تؤلمني، أو آكل ومن ثم أذهب إلى الحمام؛ لكي أستفرغ، وأشرب الكثير من الملينات، ومن ثم أعاقب نفسي فلا آكل شيئا، وأشعر أني قبيحة ولا قيمة لي، أشعر بالعار من شكلي؛ فلهذا السبب لا أجتمع بالناس.

أفكر كثيرا في أذية نفسي، أهملت دراستي كثيرا رغم أنها كانت من الأولويات في حياتي، وها أنا أيضا قلقة لقرب موعد زفافي، وكيف سأظهر للناس وأنا بهذا الشكل أو بهذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: الحمد لله على ما أنت فيه من النعم، وأنك في مرحلة تتمناها كل فتاة في عمرك، وهي قرب موعد زفافك. فهذه المعلومة التي ذكرتها في نهاية رسالتك تنقض وتدحض كل صورة سلبية عن نفسك، وكل شعور كاذب عن شكلك؛ لأنه لوكان الحال كما تتصورين لما تقدم إليك من أعجب بشخصيتك وبصفاتك الحسنة التي دعته ودفعته للاتباط بك كزوجة.

ثانياً: ربما يكون سبب السلوكيات التي تفعلينها تجاه وزنك أن لديك صورة مثالية للجمال بصورة عامة، وللوزن ولشكل الجسم بصفة خاصة، تحاولين الوصول إليها من خلال هذه التصرفات التي تؤذين بها جسمك ومعدتك.

فلا بد للانتباه إلى ذلك؛ حتى لا تصبح مرضاً عصبياً يصعب علاجه، فما دام وزنك في المعدل الطبيعي فلماذا هذا التفريط في المعالجة؟ ولماذا هذه القساوة؟ تذكري أن ديننا لا يأمرنا بذلك، فلا ضرر ولا ضرار، وإن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسامنا وإنما ينظر إلى قلوبنا. فينبغي أن يكون المعيار والمقياس للشخصية ولتقديرها مبنيا على هذا المفهوم العادل.

لا تحقري -أختي الكريمة- من نفسك ومن قدراتك وإمكانياتك، بل حاولي استغلالها والاستفادة منها، ولا بد من إعادة النظر وتجديد أهدافك، ومحاولة تحقيقها بالسبل المتاحة، واستعيني بالله ولا تعجزي، وارضي بما قسمه الله لك، وحاولي عرض أفكارك على من تثقين فيهم، وناقشيهم فيها بدلاً من الانكفاء على النفس والدوران حول محور واحد.

تعلمي -أختي الكريمة- على كيفية المحادثة مع الآخرين أولاَ بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها. وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنميها ولا تترددي، بل انتهجي نهج المبادأة، وكوني أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

ولإبعاد الملل وللاستمرار في الحديث حاولي سرد بعض الحقائق العملية أو الدينية أو القصص الممتعة التي تجذب مستمعيك وتجعلهم يتفاعلون معك بصورة إيجابية. وتجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي:

1- الرغبة في بلوغ الكمال.
2- سرعة التسليم بالهزيمة.
3- التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
4- التلهف إلى الحب والعطف.
5- الحساسية الفائقة.
6- افتقاد روح الفكاهة.

وفقك الله تعالى وجمع بينكما على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً