الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أربي ابني تربية إسلامية سليمة؟ أرجو إرشادي ومساعدتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن يساعدني خبير في تعديل السلوك يعلمني ويرشدني، وسوف أراسله -بإذن الله- بشكل دوري، وأتابع معه.

ابني يبلغ من العمر 3 سنوات ونصف، وطباعه هادئة وحنونة، -والحمد لله-، ولكنه -بطبيعة سنه- يعتمد على أمه في كل شيء: الأكل، والشرب، وأمور كثيرة يفعلها أقرانه ممن هم في سنه، بل ويستعين بها حتى لو ضربه طفل ولو كان أصغر منه، علما بأني مسافر، وأراهم في السنة الواحدة في شهر فبراير 10 أيام، ولمدة شهرين يأتون زيارة لي، وأسافر إليهم شهرا ونصفا تقريبا إجازة سنوية.

بناء عليه: أود أن أنمي فيه منذ صغره الرقابة الذاتية، بحيث يكون لديه انضباط شخصي، ووازع يحركه تلقائيا لإنجاز التزاماته بدون توجيه من الكبار، وكذلك الاعتماد على نفسه، بحيث لا يحتاج أن يساعده أحد، وأعلمه فقه الأولويات، بحيث يتعلم كيف يختار ويقرر، ويكون واثقا من نفسه، وقوي الشخصية؟

التدين وخدمة دينه -وهذا الأهم- فقد نويت أن أهبه للدفاع عن دين الله، وقد سميته عمر تيمنا بسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لعل الله يجعل فيه شيئا من سيدنا عمر، ويكون عمر جديدا ينهض بالأمة.

أريد أن أعلمه الآية الكريمة؛ لتكون هي منهاجه في حياته {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} وكذلك حب القراءة، فكيف لي بذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ طفلك ويرعاه، ويجعله من الصالحين.

أولاً: نحمد لك رغبتك ونيتك واجتهادك في تربية ابنك تربية تقوم على الأسس والقيم الإسلامية السمحاء، وحقيقة هذه المرحلة يكون فيها دور الأم أكبر من دور الأب؛ فالأم مدرسة -كما قال الشاعر- إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، ونحسب أمه -إن شاء الله- من الأمهات المربيات الموفقات لفعل الخيرات.

ثانياً: نقول لك إن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولا بد من وضع ذلك في الاعتبار.

والطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين أو الأطفال الذين في سنه، فالانفصال عن الأم بصورة تدريجية قد يتيح له فرصة تعلم أكبر، فربما يتعلم الطفل من الحضانة ما لم يكن متوفراً في البيت؛ فيكون أكثر اعتمادا على نفسه، وأكثر استقلالية عن الآخرين، وقد يكتسب بعض مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي بصورة أفضل من البيت، وقد يتعرف على مثيرات بيئية تزيد من تفتق قدراته العقلية.

وإذا تم إشباع حاجات الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره ينمو سوياً -إن شاء الله- معافىً من التعقيدات النفسية، ففي هذه المرحلة محتاج لمزيد من العطف والحنان، وإشعاره بالأمن بالأمان في بيئة خالية من التوترات والتهديدات.

وفي هذه المرحلة ينبغي أن لا يحرم الطفل من اللعب، وأن يعامل معاملة الشخص الكبير؛ فيطلب منه ما يفوق قدراته وإمكانياته فيعجز عنها، ويكون عرضة للإحباطات والضغوط والصراعات النفسية.

كما أن القدوة الحسنة تلعب دوراً كبيراً في تكوين شخصية الطفل، فلا نكذب عليه؛ فيتعلم الكذب، ولا نخوفه؛ فيتعلم الخوف والجبن.

والأهم من ذلك كله -أخي الكريم- أن يربى الطفل برزق حلال بعيدا عن كل الشبهات، وأن ندعو له باستمرار، والله تعالى هو الهادي وهو الحافظ.

وفقك الله تعالى في تربية ابنك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً