الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة في النوم عند تغير المكان، أو أن أحدًا سينام معي في نفس المكان.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 29 سنة، مهندس ومتزوج، اجتماعي وأحب أن أكون عصاميًا في بعض الأمور كإمام للصلاة، وإدارة بعض الأمور بين الأصدقاء، أنا مؤثر بين أصدقائي -ولله الحمد-.

مرت عليّ ظروف وضغوطات نحمد الله على ما ابتلانا، أنا صعب الدخول في النوم، وإذا تغير عليّ المكان، أو نام أحد في نفس الغرفة التي أكون فيها، اجعل تفكيري كله على هذا الشخص خوفًا من أن يصدر أصواتًا ويبعد النوم عني.

الموضوع الآخر: عندما أسمع أي خبر مزعج تأتيني ضيقة مستمرة، ولو كان الموضوع بسيطًا، أعتقد أن هذه الضيقة، أو الكتمة، أو التقلبات في منتصف البطن لها علاقة بالقولون.

علمًا بأنني لم أعمل منظارًا، ولكن جميع أعراض القولون، أو التقرحات تأتيني، علمًا بأنني لست مدخنا.

أيضًا عندما أريد الدخول لمقابلة أحد، أو مسؤول أفكر كثيرًا قبل الدخول كالإحساس بأنه ليس لدي شجاعة، ومع ذلك أدخل، -والحمد لله- الكلام موجود، ولكن يوجد بلع ريق بين لحظات.

أرجو منكم وصف العلاج المناسب البسيط الذي يسهل عليّ الدخول في النوم، ومواجهة الصعوبات وتحمل الضغوطات.

أرجو ألا يكون إدمانيا بسبب ظروفي، كلي أمل أنها ستنتهي بإذن الله، ولكن تحتاج إلى صبر ووقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أعتقد أن لديك بعض المخاوف الوسواسية ذات الطابع القلقي، وهي التي تجعلك تجد صعوبةً في الدخول للنوم. ونوعية تفكيرك والذي هو ذو الطابع الوسواسي -مع احترامي الشديد لك- جعلك تواجه هذه الصعوبات.

بصفة عامة أعراض القولون العصبي كثيرًا ما تكون مرتبطة بالقلق، لكن -يا أخِي الكريم- إذا قابلت أحد استشاري الجهاز الهضمي أعتقد أن ذلك سوف يُطمئنك كثيرًا، إجراء الفحوصات الأساسية، والفحص بواسطة المختص يُطمئن جدًّا، بشرط ألا يُكثر الإنسان من التردد على الأطباء، وأن يقتنع بما يقوله طبيبه، وأن يتبع إرشاداته ونصائحه، وفي بعض الأحيان تعليماته.

أخِي الكريم: شعورك بأنه ليس لك شجاعة، هذا شعور إحباطي وسواسي، -الحمد للهِ تعالى- أنت تملك مقومات ممتازة في حياتك، فلا تُقلل من شأن نفسك أبدًا.

أريدك -أخِي الكريم- أن تتفهم أن النوم حاجة بيولوجية، والإنسان يجب ألا يوسوس حوله، وفي ذات الوقت عليك أن تتخذ الإجراءات التي تُسهل لك النوم، ومنها: تجنب النوم في أثناء النهار، وأن تُمارس الرياضة، وألا تتناول الميقظات مثل القهوة والشاي وكل محتويات الكافيين في فترة المساء، وأن يكون لك وقت ثابت تذهب فيه للفراش؛ لأن الإنسان لديه ساعة بيولوجية متى ما قام بترتيبها ووضعها في المسار الصحيح النمطي الانضباطي، فهذا يُسهل عملية النوم كثيرًا.

وأذكار النوم يجب أن تكون ملازمة، وأن يقتنع الإنسان بمحتواها الطيب هذا.

كن -أخِي الكريم- في حالة استرخاء قبل النوم، هذا أيضًا يُساعدك كثيرًا في النوم.

أنا أريدك أن تتناول عقارًا بسيطًا جدًّا يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) أريدك أن تأخذ فقط ربع حبة ليلاً، هذا دواء ممتاز، هو أصلاً مضاد للاكتئاب، لكنه مُحسِّنٌ للنوم، وبجرعة ربع حبة (سبعة ونصف مليجراما) تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خفضها إلى ربع حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أعتقد أنه سوف يُحسِّنُ نومك كثيرًا، ويزيل ما بك من قلق.

أخي الكريم: أكثر من التواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي يُطوّر المهارات، يجعل الإنسان في حالة تواؤم مع نفسه، ومع الآخرين.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً