الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الدواء البديل لعلاج الوسواس القهري والخوف والقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2247287) و(2244771) أشكر لكم حسن تعاملكم معي، وأنا ممتن لكم.

في الحقيقة لقد قمت بتطبيق البرنامج الدوائي كما تفضلتم، وفي البداية شعرت بتحسن كبير، والحمد لله، ولكن المشكلة هي أني أخطأت في جرعة الزولفت، فأخذت حبة لمدة شهرين وعشرة أيام بدل شهر، وانتبهت حينها، فأصلحت الخطأ، واستأنفت الزولفت حبتين لمدة ستة أشهر كما وصفتم، وما إن وصلت لبداية الشهر الثاني من الستة أشهر حتی انقطع الزولفت في لبنان، ولم أجد إلا أن أستعين ببديل.

قد قيل لي إن دواء الـ (certine 50 mg) وهو (سيرترالين) قريب من الزولفت، فاستبدلته بالزولفت، وتابعت، لكني بدأت أشعر أني لست مرتاحا كثيرا كما كنت على الزولفت، والآن مر شهران على أخذ حبتين، وأنا أتناول دواء (certine) منذ 40 يوما، وأيضا الـ ( dogmatil) انتهت الثلاثة أشهر، فأوقفته كما تفضلتم، لكن عاد لي التوتر والخوف، وخفقان القلب، مع ضيق النفس، فعدت لتناوله.

الآن أنا أتناول حبة دوجماتيل صباحا، وحبتين (certine) ليلا، لكن لا أشعر بتحسن كبير كالسابق، خصوصا أنه جاءني وسواس الخوف من الأمراض، يوميا يقلقني، وأنا الآن قلق من أن يكون الـ (certine)غير فعال كالزولفت، وأيضا خائف ألا أستطيع إيقاف الدوجماتيل.

أنا الآن أشعر أني لن أشفَ إذا لم أغير الدواء؛ لأن الزولفت علی ما يبدو لن يعود قريبا، فماذا عن دواء السيبرالكس الذي رشحتموه لي كخيار؟ هل أستطيع الآن أن أستبدله بدواء السرتين؟ وهل يجب أن أتوقف مدة للفصل بين الدواءين؟ وما الجرعة؟

أرجو أن تبينوا لي ما يجب علي فعله بالتفصيل، فأنا قلق فعلا.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: أنا أنصحك أن تتواصل مع طبيب نفسي تواصلاً مباشرًا، ليس لأن حالتك معقدة، لكن لأن الأخوة الذين يعانون من قلق المخاوف الوسواسي لديهم الكثير من الحساسيات حول الأدوية وجرعها وأنواعها، ونحن لا نريد أبدًا أن نُدخلك في مشاكل جديدة في تفكيرٍ وتوهانٍ، وقلقٍ وسواسٍ حول العلاج ذاته، لذا التواصل المباشر مع الطبيب سيكون أمرًا جيدًا، لأن الطبيب أيضًا سوف يكون مُلمًّا بالأدوية الموجودة في البلد.

وهذا –أيها الفاضل الكريم– لا يعني أبدًا أننا نجحد عليك بالمساعدة والمشورة، لا، نحن نسعد جدًّا بتقديم كل ما يمكن للأفاضل من أمثالك، ونصيحتي بالتواصل العلاجي المباشر أعتقد أنها ذات قيمة كبيرة.

أما موضوع استبدال الدواء فهذا أمرٌ سهلٌ جدًّا، الأدوية ذات المنشأ التجاري مثل (سيرترالين Sertraline) الذي تحصَّلت عليه كبديل للـ (زولفت Zoloft) لا بأس بها أبدًا، حيث إن الضوابط الدوائية تُشير أن فعاليتها لا تقل عن ثمانين بالمائة تقريبًا من الدواء الأصلي، أي أن المادة الحيوية الموجودة بها أيضًا فعّالة، لكن الجانب النفسي يجعل الكثير من الناس يشكُّون في فعالية هذه الأدوية.

بالنسبة لك أرى أن الانتقال لـ (سبرالكس Cipralex) سيكون خيارًا ممتازًا وقرارًا سليمًا، وحين تذهب إلى الطبيب أعتقد أنه سوف يُقر ذلك تمامًا، وعملية الاستبدال بسيطة جدًّا: كل عشرة مليجرام من السبرالكس تُعادل تقريبًا خمسين مليجرامًا من السيرترالين، فتوقف عن السيرترالين –الذي تستعمله الآن– لا تتوقف عنه كُليًّا، لكن خفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميًا –أي خمسين مليجرامًا- وفي ذات الوقت ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجراما.

استمر على هذه الشاكلة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك توقف تمامًا عن السيرترالين، واجعل جرعة السبرالكس عشرين مليجرامًا، وأعتقد أن هذه ستكون جرعة علاجية مفيدة جدًّا بالنسبة لك، ويمكنك أن تستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجراما يوميًا، وقد تحتاج أن تستمر على العشرة مليجراما لفترة طويلة نسبيًا، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يرشدك حيال المدة المطلوبة.

بالنسبة للـ (دوجماتيل Dogmatil) لا تنزعج حياله، هو دواء بسيط جدًّا، ليس لديه أي أعراض انسحابية، لذا التوقف عنه ممكن وممكن جدًّا دون أي تبعات سلبية.

ويا أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتخلص من القلق التشاؤمي التوقعي، أنت بخير، وإن شاء الله تعالى سوف تظل على خير، وحالتك ليست مُعقدة أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً