الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوساوس جنسية سيئة بعد مشاهدتي لمقاطع خليعة.. أريد علاجًا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 24 سنة، مريت بضيقة في الصدر، ووساوس، وقلق وتوتر منذ 10 سنوات، ولا زالت مستمرة معي وتتضاعف عندما أذنب أو أعمل أي شيء خطأ.

قبل ثلاث سنوات قمت بمتابعة مقاطع خليعة في يوم واحد وتبت، وتوقفت لمدة سنتين، ولكن خلال هذه السنتين كانت هناك وساوس جديدة، وساوس جنسية مثل: أني أتخيل بعض أشياء جنسية أنبذها، ولكن لم أستطع أن أقاومها، ووساوس كالشذوذ، وغيرها ثم عدت إليها خلال الأسبوع الماضي وتبت وتركتها، وأصبحت الوساوس الجنسية أشد من أول.

لقد سببت لي ضيقًا في الصدر، وعدم ارتياح، علمًا أني أتناول دواء السيبراليكس بجرعة 20 خلال السنتين الماضية، ولا زلت مستمرا عليه، ولكن الوساوس لا زالت موجودة.

علمًا أني طالب، وهذه الأشياء أثرت عليّ بشكل سلبي، والله هذه الوساوس أتعبتني في حياتي كثيرًا، وكرهت الحياة بسببها.

أريد أن أتعالج من هذه الوساوس بدواء فعال، وليس له آثار جانبية سيئة خاصة من الجانب الجنسي، ولا أريد أن أتجول بين الأدوية أريد دواء فعالاً.

أريد أن أتخلص من هذه الوساوس، وجزاك الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdulaziz ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
الوساوس القهرية يمكن أن تُدعم، ويمكن أن يتعايش معها الإنسان، وهذه أسوأ وأخطر مرحلة من حيث التعامل مع الوسواس، يعني: أن يُدعم الإنسان وسواسه وبعد ذلك يتعايش معها، ثم يحاول أن يتخلص منه، في هذه الحالة يصعب التخلص تمامًا؛ لأن درجة القلق المسْتَنكرة للوساوس تكون اصلاً غير موجودة.

بكل أسف هذا هو وضعك أنت الآن، أنت تشاهد المواقع الخلاعية أو شاهدت موقعًا خلاعيًا فيما مضى، وهذا قام بتثبيت الوساوس لديك، قمت بتحفيز الوسواس، أدَّى إلى إرسال إشارات لمراكز دماغية معينة ليتمَّ تجسيد وتضخيم وتثبيت هذا الوسواس بكل أسف.

وساوسك من الواضح أنها ذات محتوى قبيح، وهو المحتوى الجنسي، وأنت محتاج بالفعل أن تنظر للأمر بغلظة شديدة، لا تتساهل في هذا الموضوع، لا مقاطع خلاعية، ويجب أن ترتقي بنفسك وتُحرر نفسك من هذا النوع من التفكير.

هذا هو العلاج لحالتك، وليس الأدوية، هذا نوع من الوسواس المستدرك، يعني أنك تعرف سوءه، وأنت استجلبته لنفسك من خلال التشجيع والتثبيت كما ذكرت لك.

فيا أيها الفاضل الكريم: أمامك فرصة أن تحقر الوسواس، أمامك فرصة كبيرة جدًّا ألا تتعايش مع هذا الوسواس، وذلك من خلال رفضه ولفظه، وربما تحتاج لشيء من جلد الذات، أي يجب أن تُعاتب نفسك وتحاسبها على هذا النوع من التفكير، ولا تحاور أبدًا هذا النوع من الوسواس، سلِّط نفسك اللوامة عليك بصورة جادة، وسوف تنتقل -إن شاء الله تعالى- لمرحلة الطمأنينة.

استمر على السبرالكس، وربما تحتاج أن تخفضه وتجعله عشرة مليجرام فقط؛ لأني لستُ على قناعة أن العلاج الدوائي هو الأساسي في مثل هذا النوع من الظواهر النفسية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً