الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري أفسد أموري الدينية والدنيوية، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري منذ سنين عديدة، حاولت التخلص منه كثيرًا بالدعاء والعمرة والاستغفار والصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) والذكر وفي رمضان، وقد تعبت منه، وأخاف من دخول وقت الصلاة!

أقصّر مع أولادي ومع زوجي وحتى مع نفسي، وأميل إلى الانطوائية؛ بسبب الصلاة فقط، وليس لشيء آخر، أعطل أمورًا كثيرة في حياتي!

أنا الآن استسلمت لأخذ دواء يساعدني، والشفاء من عند الله وحده، فماذا آخذ من أدوية؟

علمًا أن ابني رضيع، وعمره سنة و3 شهور، وأرضعه مرة في الساعة 11 ليلًا، ومرة قبل أو بعد الفجر، وغالبًا يبقى عليها حتى قرب العصر.

متى آخذ الدواء؟ وكم المدة؟ وما طريقة تناوله؟ وهل يمكنني شراؤه بدون وصفة طبية؟ هل أنا ملزمة للمتابعة مع طبيب أم يكفيني إرشاداتكم؟ حيث يتعذر عليّ المتابعة مع طبيب.

شكرًا جزيلًا لكم، وأرجو سرعة الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ي إ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد من الضروري جداً ألا يقبل الإنسان الوسواس القهري ولا يناقشه ولا يجادله، يقوم بفعل ضدِّهِ مهما كانت درجة الإلحاح والاقتحام التي يأتي بها الوسواس القهري، وكثير من الناس تخلّصوا من وساوسهم من خلال هذه الطريقة.

العلاج الدوائي -أيتها الفاضلة الكريمة- يمهّد تماماً للتطبيقات السلوكية، لا نستطيع أن نقول أن الدواء لوحده سيكون علاجاً قاطعاً وشافياً، لا، العلاج القاطع، هو العلاج السلوكي، هو تحقير الوساوس وتجاهلها، وعدم الاكتراث بها مطلقاً، وعند الإلحاح الشديد للوساوس يأتي دور الدواء، الدواء يخفف القلق، يخفف التوتر، ويجعل الإنسان في سكينة واطمئنان وقناعة بأن الوساوس يمكن أن تعالج.

بما أنكِ مرضع، فمن أفضل الأدوية التي يمكنك تناوله، هو عقار (سيرترالين)، والذي يعرف باسم (زوالفت)، والأمر في غاية البساطة، الجرعة هي يومية؛ أي مرة واحدة في اليوم، وكل الذي تقومين به هو أن تتناولي الدواء، وبعد ذلك لا ترضعي الطفل لمدة 9 ساعات، وبعد انقضاء هذه المدة قومي بإخراج الحليب الذي تكوّن ولا تعطيه الطفل، وبعد ذلك يُمكن أن ترضعي الطفل إرضاعاً عاديًا حتى موعد الجرعة القادمة.

يُفضّل تناول الدواء مساء، ابدئي بنصف حبة -25 مليجرامًا-، تناوليها ليلاً بعد الأكل، واستمري عليها لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة، قطعاً المتابعة مع طبيب نفسي ستكون إضافة علاجية جديدة، ومفيدة بالنسبة لك.

بالنسبة لموضوع الوصفة الطبية، هذا يختلف من دولة إلى أخرى، وفي معظم الدول (الزوالفت) لا يحتاج إلى وصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً