الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل أهلي وصديقاتي أثر على مستواي الدراسي، فكيف أرفع منه؟

السؤال

السلام عليكم

لطالما كنت فتاة ذكية ومتفوقة في الابتدائية، وكانت أمي دائما تفتخر، ولكن في المتوسطة انقلب الأمر، لقد كنت طول الوقت كئيبة وحزينة بسبب تعامل أهلي معي وتعامل صديقاتي معي، حيث كنت أهمل نظافتي الشخصية، وكنت كأداة سخرية، وشخصيتي متقلبة أحياناً هادئة، وأحياناً ثرثارة.

في الثانوية قررت الاجتهاد في الدراسة، ولكنني لم أستطع، كنت فقط مهمومة، ولكنني ولله الحمد لله حصلت على نسبة جيد جدا، والآن أنا أدرس في جامعة جيدة، ولكنني واجهت صعوبة في الترم الأول، حاولت أن أذاكر ولكنني لم أستطع، لأنني منذ كنت في الــ 10 من عمري لم أذاكر، حاولت ولم أستطع للأسف، ولكنني قررت أن أمتحن، وليتني لم أدخل الاختبارات.

معدلي الآن 1.5 من 4، وكنت فرحة لأنني نجحت، وقلت بأنني سوف أرفعها، والآن أنا في الترم الثاني، وأدرس 4 مواد، بالرغم أنني ذكية نوعا ما، إلا أن الطلاب يعتقدون أن درجاتي مرتفعة.

كم كنت أتمنى أن أحصل على معدل عالٍ، لكي أجعلهم يحترموني، ولكنني الآن مقبلة على الامتحانات النهائية، وبيني وبين أول امتحان أسبوع واحد فقط، ولم أذاكر، ودرجاتي بدون الامتحانات منخفضة، وأريد أن أحصل على درجات عالية لكي يرتفع مستوى المعدل قليلا، لأنني سمعت إن لم أرفعه هذا الفصل فسيكون شبه مستحيل في الفصول القادمة، وهذا ما جعلني أشعر بالغثيان والاكتئاب.

لا أدري ماذا أفعل؟ أشعر بالضعف والحيرة، فكيف استطيع أن أذاكر كتباً بأكملها خلال أيام وباللغة الانجليزية والتي لا أتقنها جيدًا. وكيف أرفع معدلي؟ وهل أستطيع أن أرفعه في الــ 3 سنوات القادمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: أولاً؛ نقول لك الحمد لله على رغبتك الجادة في التفوق، والحمد لله على هذا الطموح الكبير لتحقيق أسمى الأهداف والرغبات. فهذا في حد ذاته من أهم عوامل النجاح.

الطالب عليه أن يقيس نجاحه بقدراته واجتهاداته والوقت الذي بذله في المذاكرة حتى يكون راضياً عن نتيجته وبما قسمه الله له. وليس عيباً أن تتدنى درجاته أو يفشل مرة ومرتين، بل العيب أن يستسلم لهذا الفشل ولا يقوم باكتشاف الأسباب ومحاولة علاجها، فالكثير من العلماء فشل عدة مرات ولكنهم في الناهية حققوا ما يريدون.

لتكن نظرتك للامتحان بأنه وسيلة تقييمية للطالب وليست غاية، إنما الغاية هي تعلم العلم. فأنت بالتأكيد لديك قدرات عقلية ممتازة بدليل أنك تفوقتِ وأحرزتِ تقدير جيد جداً في الثانوية، فإحرازك لمعدل منخفض في الجامعة لا يعني أنك أقل الناس، فبعض الطلاب بدأ حياته الجامعية بتقديرات منخفضة ولكنه تخرج بتقديرات جيدة، فالفرصة ما زالت موجودة ويمكن اغتنامها.

المعروف أن نظام الجامعة وامتحاناتها تختلف عن الثانوية، لذلك لابد للطالب أن يواكب ويتخذ أساليب جديدة لعملية الاستذكار. فالطريق الصحيح هو أن يستفيد الشخص من تجارب الماضي في صناعة المستقبل، ويكون طموحه على قدر إمكانياته. فلا يهمك نظرة الآخرين وتقييمهم لقدراتك، فنجاحك لنفسك لا للآخرين.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً