الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة في الدخول في النوم وبلع الريق عند مواجهة أشخاص، هل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 30، متزوج، مشكلتي منذ أكثر من 3 سنوات هي صعوبة ملحوظة في الدخول في النوم، خاصة إذا كان شخصا بجانبي أخاف أن يصدر صوتا، ثم يشتت علي النوم، علما بأن نومي مضطرب وليس ثابتا، وإذا تغير موعد النوم يصعب علي تعديله.

مرت علي ضغوطات كثيرة في الآونة الأخيرة لدرجة أن أي خبر مزعج يضايقني لفترة، أصبحت أكره أي خبر؛ خوفا من أن يكون مزعجا، علما بأنه تأتيني تقلصات مكان المعدة كأنها تحوم إذا سمعت خبرا، وإذا كانت لدي مشكلة -ولو بسيطة- لا تذهب عن بالي، وإذا كان لدي موعد أو سفر أو مقابلة يصعب علي النوم جدا، وأفكر به.

أيضا لدي مشكلة، وأريد حلا جذريا لها، وهي عندما أتحدث مع شخص لأول مرة أو صاحب مسؤولية أو منصب، أو مديري في العمل؛ يأتيني شعور بلع ريق بين كل فترة حتى عند الإنصات؛ مما يشتت الكلام الذي أفكر فيه، فهذه المشكلة أتعبتني جدا في شخصيتي، وأريد أن أتخلص منها.

أريد من حضرتكم وصف العلاج المناسب، والذي لا يسبب إدمانا ولا آثارا جانبية ملحوظة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي: ليس لديك مشكلة أساسية -إن شاء الله تعالى- أرى أن القلق النفسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة هو الذي يؤدي إلى الصعوبة في بدايات النوم، وكذلك انشغالك بالمشاكل البسيطة وتضخيمها وتجسيدها، وأيضًا عدم ارتياحك في المواقف الاجتماعية، وشعورك ببلع الريق في مثل هذه المواقف، كل هذا ناتج من القلق وليس في ذلك شكٌّ أخِي الكريم.

أخِي: القلق طاقة مطلوبة في حياتنا، ولا بد أن نجعلها طاقة إيجابية حتى ننجح، والقلق يكون إيجابيًا إذا أحسنا إدارة وقتنا ولم ننقد بمشاعرنا السلبية، إنما كان انقيادنا بأفعالنا الإيجابية، مهما كانت المشاعر ومهما كانت الأفكار.

أخِي الكريم: لا تنزعج، الأمر في غاية البساطة، ولا أريدك أن تعتبر الأدوية هي الحل الرئيسي لمشكلتك البسيطة هذه، سوف أصف لك دواء، لكن قبل ذلك أريدك أن تُكثِّف من التمارين الرياضية، فيها خيرٌ كثيرٌ جدًّا لك، وعليك أن تجتنب النوم النهاري، وأن تثبِّتَ وقت النوم ليلاً، وأن تبتعد تمامًا عن المُيقظات كالشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين بعد الساعة الخامسة مساءً، كما أن الحرص على أذكار النوم فيه خير كثير جدًّا للإنسان، ولا بد أن تكون صاحب تأمُّلات إيجابية، الحياةُ فيها أشياء جميلة جدًّا، حتى وإن كانت هنالك صعوبات، فاجعل دائمًا فكرك فكرًا ثاقبًا إيجابيًا متأمِّلاً، واستعن –أخِي الكريم– على القلق من خلال تلاوة القرآن بتدبُّرٍ وتمعن، وأرجو أن تُكثِّف من ترابطك الاجتماعي، وأنت رجلٌ -الحمد لله تعالى– لديك الزوجة، ولديك إيجابيات عظيمة في حياتك، فاجعل تفكيرك على هذا المنحى.

أما بالنسبة للدواء، فأنا أنصحك بتناول عقار يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON) ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) نصف حبة فقط –أي خمسةَ عشر مليجرام– ليلاً، ساعتين قبل النوم، لمدة شهرين، ثم اجعلها رُبع حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء، ومن جانبي أسأل الله تعالى لك نومًا طيبًا وهانئًا.

بالنسبة للتخوف الاجتماعي البسيط: هذا يُعالج من خلال التحقير، ليس هناك إنسان أفضل من إنسان إلا بالتقوى، وأكثر من التواصل الاجتماعي، شارك الناس في مناسباتهم، كن دائمًا في الصفوف الأولى خاصة في الصلاة، هذا يقضي تمامًا على أي رهبة وخوف اجتماعي.

كما أن تمارين الاسترخاء وجدناها أفضل علاج لظاهرة بلع الريق أو الشعور ببلع الريق في المواقف الاجتماعية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تأخذ بما ورد فيها وتطبقه وسوف تجده مفيدًا جدًّا -إن شاء الله تعالى-.

إذًا –أخِي الكريم– وجَّهنا لك العديد من الإرشادات، مع الدواء المطلوب، وكله -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك، أسأل الله أن ينفعك به، وكل عامٍ وأنتم بخير، وأسأل الله أن يبلغنا جميعًا رمضان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً