الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكافح من أجل العودة لخطبتها لإصلاح الأمر، أم أتركها لمصيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عمري 24 عامًا، وما زلت طالبا، كنت على علاقة بفتاة لمدة 3 أعوام تقريبًا تقدمت لخطبتها، ولكن والدها أساء معاملتي فيئست وابتعدت عنها.

انقطعت علاقتي بتلك الفتاة منذ حوالي عام ونصف، ولكني دائمًا أشعر بالندم؛ لأني لم أوفي بوعدي لها، أعلم أن علاقتنا كانت محرمة، وكان ذلك يؤلمني كثيرًا، لكن الله يعلم أني لم أقصد فعل شيء حرام، ولكن الشيطان كان أقوى مني للأسف.

الوقت الذي تعرفت عليها فيه كنت صغير السن، كان عمري 19 عامًا فقط، ولم يكن لدي أي خبرة حتى حين تركتها منذ عام ونصف، لم يكن لدي أي خبرة، لكن خلال هذا العام والنصف تعلمت أشياء كثيرة، وأصبحت أكثر نضوجا من السابق، ولكن لم أنسها أبدًا خلال هذه الفترة، وما زلت أشعر بالندم؛ لأني لم أوفِ بوعدي لها، علمًا أنها فتاة محترمة وحسنة السيرة.

سؤالي هنا: هل أبحث عن عمل مع الدراسة وأكافح من أجل العودة لخطبتها وأحاول إصلاح الأمر، وأعود لفتاة تاريخها كان معي؟ أم أكمل حياتي كطالب معتمدًا على والدي وأتركها لمصيرها؟ أعلم أنه كما تدين تدان، وأيضًا ما ذنب شاب -غيري- أن يخطبها، وهي كانت على علاقة بغيره.

هي ما زالت عذراء، لكني أشعر بالندم وأشعر أني لست رجلا؛ لأني تخليت عنها، هل أكافح الظروف من أجلها؟ أم أحيا حياة عادية وأنتظر غيرها؟ ولكن كيف أنساها وأسكت ضميري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

لقد أسعدنا اهتمامك بمشاعر الفتاة، وأفرحنا وصولك للنضج، وننصحك بطي تلك الصفحات حتى تتهيأ للزواج، وعندها ستكون الفرص أمامك واسعة، ونتمنى أن تشرك أسرتك من البداية، وحبذا لو جعلتهم يتكلمون باسمك؛ لأن أي أسرة تريد أن تطمئن إلى أن وراء الشاب أسرة، وأن أركان الأسرة موافقون ومباركون؛ لأن الزواج في الحقيقة ليس رباطًا بين شاب وفتاة فقط، لكنه علاقة ومصاهرة بين أسرتين، وربما بين قبيلتين، وسوف يكون هنا أعمام وعمات، وهناك أخوال وخالات.

وننصحك بالتوبة على كل التجاوزات حتى يبارك الله لك في مستقبلك والخطوات، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفعك عنده درجات، ونأمل أن تكون بنتنا أيضًا قد استفادت من التجربة، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر مرتين، والحياة مدرسة واحمدوا الله الذي أخرجكم بأقل الخسائر.

واعلم أنه لا خوف عليك إذا تبت، ولا خوف عليها إذا أقبلت على الله وأنابت، وربنا {غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يحزنك، بل يريد أن يردك إلى علاقة ليس لها غطاء شرعي، فتعوذ بالله من شره، واقطع كل ما يذكرك بالماضي، ولا تُكوِّن علاقة معها، ولا مع غيرها إلا وفق الضوابط الشرعية، وبعد أن يتوفر عندك الاستعداد والإعداد للزواج.

ولا دخل لك في الذي يحصل، والأمر لله من قبل ومن بعد، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير.

لقد أسعدنا تواصلك ونفرح بالاستمرار، ونشرف بمساعدتك، ونسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته إنه الكريم رب العباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً