الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضعف الذاكرة وعدم التركيز!

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل عمري 32 سنة، في صحة جيدة -والحمد لله-، لكني أعاني من ضعف الذاكرة وعدم التركيز، وعدم الاستمرار على وضع واحد لمدة أكثر من ساعة، مثلاً: إذا جلست على مكتبي أو أمام التلفاز أو على الجوال لمدة ساعة أو ساعة ونصف، فإني لا أستطيع المواصلة، وأحس بضغط شديد في رأسي، ووجهي يكاد ينفجر، خصوصًا إذا استمررت مدة أطول، وأفقد التركيز لدرجة أني لا أستوعب أي كلام حولي في أي اجتماع مثلاً.

حتى أتخلّص من هذا الشيء المزعج عليّ أن أقوم بمجهود مضنٍ، وأتعرّق من جسمي كله، وأرتاح وأستعيد الهدوء والتركيز، وكلما كان المجهود أكبر وخرج العرق أكثر من جسمي، كلما كانت فترة الراحة بعدها أطول.

هذا الشيء مزعج لي جدًا، وملخبطٌ لحياتي، وأظن أنه شيء عادي، يمكن التخلص منه، لكني لا أعلم الكيفية، وإذا كان ابتلاء من ربي، فالحمد والشكر لله.

ذهبت قبل سنتين إلى دكتور نفس وأعصاب، فوصف لي دواء الاكتئاب، فما اقتنعت به، تناولته لمدة شهرين، وتوقفت؛ لأني ما عندي اكتئاب وحزن -الحمد لله-، والعلاج هو (Cipralex 10 mg .. escitalopramm)، كان العلاج تقريبًا يحسّن مزاجي فقط.

هل كان هذا علاجي وأنا لم أتقيد به؟

أفيدوني، أفادكم الله، ورزقكم العافية الدائمة، وحفظ الله الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ redhwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف الذاكرة وتشتت التركيز له أسباب نفسية وأسباب عضوية، من الأسباب النفسية: الاكتئاب النفسي والقلق النفسي، هما أكبر الأسباب المُسببة لتطاير التركيز، أما من الناحية العضوية، فنقص الفيتامينات، خاصة فيتامين (ب12)، وكذلك نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى اضطراب التركيز.

أخِي، نمط الحياة المبعثر وغير المنتظم قد يجعل الإنسان مشغولاً ويشتت تركيزه، يعني تجد بعض الناس غير منظمين أوقاتهم، لا يُديرونها بصورة صحيحة، وهذا قطعًا يُضعف التركيز.

الذي أريده منك –أخِي الكريم–، هو أن تُجري فحوصات مختبرية، تأكد من مستوى الدم، السكر، الكولسترول، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى، الكبد، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، وبعد التأكد من النتائج وسلامتها أقول لك: قم بوضع برنامج دقيق لممارسة الرياضة، فالرياضة تُحسِّنُ جدًّا من التركيز، وتُحسِّن من المزاج.

موضوع التَّعرُّق: أعتقد أنه مرتبط أيضًا بالقلق، وكذلك التململ الذي يأتيك، والرياضة فيها خير كثير لك، وعليك بالنوم الليلي المبكر، مع تجنب النوم النهاري. طبق أيضًا تمارين الاسترخاء –أخِي الكريم–، وذلك بأن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015)، وطبق التفاصيل الواردة بها، وسوف تجد فيها نفعًا كبيرًا جدًّا.

أخِي الكريم، القراءة، خاصة تدارس القرآن الكريم بتدبر وتمعُّنٍ يُحسِّنُ الذاكرة، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

بالنسبة للنظام الغذائي أيضًا: يجب أن تهتمَّ به كثيرًا، التوازن الغذائي يؤدي إلى تحسُّنِ الذاكرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي النفسي: (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، دواء ممتاز، وهو لا يُعالج الاكتئاب فقط، إنما حتى القلق يمكن أن يُعالجه، ومن وجهة نظري ما دام الطبيب قد وصفه لك فتواصل مع الطبيب واستمر على الدواء. والجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام، وليس عشرة مليجرام، تناول نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، وهذه جرعة صغيرة جدًّا، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكر لك الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً