الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من حكة ودغدغة في الأذن اليسرى! ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة في أذني اليسرى منذ مدة ليست بالقصيرة، حيث يأتيني شعور بالحكة أو الدغدغة في داخل الأذن، وهذا تقريبًا يحدث يوميًا أو كل يومين، حيث أحكها بالأصبع أو بالأعواد القطنية، ويخرج منها مادة صفراء ليست سائلة، بل يابسة يُمكن تشبيهها بالحبيبات الصغيرة.

الغريب أن المعاناة في الأذن اليسرى فقط، أما الأذن اليمنى فلا أعاني منها من أي شيء، مع أني عند الاستحمام أغسلها وبشكل جيد، عكس الأذن اليمنى، وعند نهاية الاستحمام وعندما أجففهم بالأعواد القطنية لا أجد في الأذن اليمنى أي شيء، ويكفي فيها عود أو اثنان.

أما اليسرى فرغم غسلها جيدًا، فعند تجفيفها أجد المادة الصفراء، وأجففها بحوالي 4 أعواد! يحدث هذا رغم أني أنظفها بشكل جيد، وأغتسل كل 6 أو 5 أيام، بالإضافة إلى الوضوء للصلاة.

عندما أبلع ريقي أسمع صوتًا في هذه الأذن، فهل هذا شيء يؤدي للخطورة على الصحة في المستقبل؟ وهل يجب علاجها عاجلًا؟ وقرأت في الإنترنت عن مرض الأذن الوسطى، فهل هذا هو؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجرى السمع الظاهر الذي تقوم أنت بتنظيفه، هو قناة داخل عظم الجمجمة، ويبطنه جلد رقيق، في بدايته بالقرب من الفتحة الخارجية منطقة تحوي شعرًا وغددًا مفرِزة للمادة الشمعية التي ترطب مجرى السمع، ولها دور في حمايته من العوامل الجوية؛ بتشكيل طبقة واقية ومرطبة من الشمع على جلد المجرى السمعي.

هذا الشمع تقوم الأذن ذاتيًا بدفعه نحو فتحة الأذن الخارجية محملًا ببقايا الجلد الناتج عن نمو طبقات جلد المجرى السمعي، بالإضافة لأي جسم غريب لطرحه لخارج الأذن، وعندما نقوم بمحاولة تنظيف الأذن بأعواد القطن (الخشبيات، كما تسميها)، فإن ذلك يخرج قليلًا من الشمع مع القطنة، ويدفع الباقي نحو داخل مجرى السمع، بحيث يتراكم طبقة طبقة ليسد مجرى السمع، وقد يلتصق بغشاء الطبل ويعيق السمع بكل الأحوال، ويصبح الشخص قادرًا أكثر على سماع حركات المضغ والبلع من هذه الأذن بسبب عزلها عن الجو المحيط بهذه الطبقات من الشمع المتراكم.

هناك ضرر آخر لاستخدام أعواد القطن، وهو قشط الطبقات السطحية من الشمع الأذني، مع التسبب بخدوش لجلد مجرى السمع الرقيق، وهذه الخدوش تجعل طبقات اللحم الحي التي كان يسترها طبقات عديدة من الجلد، تجعل هذه الطبقات مكشوفة للعوامل المحيطة، وعندها تصبح قابلة للتهيج؛ نتيجةَ التماس مع الصابون والشامبو وغيرها، مما يسبب حالة الأكزيما الجلدية التي تتظاهر على شكل حكة وغليان بالأذن، وأحيانًا الإحساس بأن هناك نملة تمشي بالأذن.

هناك خطر كبير آخر لاستخدام أعواد القطن، وهو احتمال التسبب بثقب لغشاء الطبل في حال تم دفع العود داخلًا بالصدفة، وخاصة عند الأطفال؛ مما قد يدمر غشاء الطبل وكامل عظيمات الأذن الوسطى الدقيقة.

ملاحظة أخيرة: إن إفراز الشمع الأذني قد يكون في إحدى الأذنين أكثر من الأخرى.

الخلاصة: إن تنظيف الأذن يجب أن يكون بمنديل ناعم يلف على أصبع لا أكثر، مع عدم استخدام أعواد القطن تمامًا.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حنين

    تسلم الايادي

  • العراق علي عامر

    روعه

  • مصر عبدو

    كلام منطقى جدا وهواقرب الى الصواب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً