الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الشعرانية في جسدي وأثر الأمر على نفسيتي كثيراً فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وجود الشعر في كل مكان في جسمي، سمك الشعر خفيف، ولكنه يبدو كثيفاً، ويظهر من منتصف الصدر إلى أسفل البطن، ويتركز الشعر في تلك المناطق، وكذلك يتركز من أسفل الرقبة إلى أسفل الظهر، لكن الشعرة خفيفة السمك وطويلة، وأحيانا عندما أشده أجد الشعر على أصابعي، ولا أشعر بالألم، وعند استحمامي بصابون القالب، أجد بعض الشعرات عليه، وعند إزالة شعر ساقي أو ذراعي باستخدام الحلاوة أو الشمع، يأخذ الشعر فترة شهر، ثم يعاود الظهور مجدداً، يكون خفيفاً في بداية ظهوره، وإذا أهملته لأكثر من شهر يصبح سميكاً وطويلاً.

الخلاصة: أنني أحيانا أشك بأنها عين أو ما شابهه، لغرابة هذه الأعراض، ولا يمكن أن يكون وراثياً، لأن أمي وأختي لا يعانون من الشعرانية في تلك المناطق، دورتي في بدايتها لم تكن منتظمة أبداً، لكنها بشكل عام انتظمت أخيراً، تتأثر الدورة بنفسيتي كثيراً، على سبيل المثال لقد تأخرت هذا الشهر (9) أيام، وفي الشهر الماضي كانت متقدمة (10) أيام، وأنا أمر في ظروف بهه الفترة، فهل يمكن أن يكون ما أعانيه حالة تكيس سابقة، واختفت وبقي أحد أعراضها، وهو الشعر؟

لم أستوعب أن وجود الشعر في تلك المناطق شيء غير طبيعي إلا بالفترة الأخيرة، فلم أكن أعيره أي اهتمام، لا أتذكر متى ظهر، لكن أمي تؤكد لي بأنه لم يكن موجودا في صغري، وربما ظهر مع البلوغ، هذا الأمر أثر على نفسيتي بشكل سيء جدا، فقدت ثقتي بنفسي، فأنا على قدر من الجمال -والحمد لله-، لكن وجود الشعر يشعرني بالنقص، يأست ولا أرغب بالزواج وأنا بهذا المنظر، بحثت عن أسباب الشعرانية، وقرأت عن حالات لم تشف رغم كل شيء، وكيف أنها مشكلة قد تؤثر في الزواج والإنجاب، وذلك كله أصابني بالإحباط واليأس الشديد، أكره النظر إلى جسدي، وأكره شعوري بالنقص، نظرتي الدونية لنفسي أثرت على دراستي، وعلى رغبتي بأي شيء، لا أريد أن أفقد أملي، ولا أريد أن أظل مكتئبة، كيف يبقى المسلم قوياً متمسكاً بالدعاء وصابراً على الابتلاء؟

ملاحظة: أنا أتناول حبوب لنقص فيتامين (د) كل أسبوع لعدة شهور.

شكراً جزيلاً وجزاكم الله خيراً، واعتذر بشدة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- لكنني لا أجد مبرراً لتضخيمها بهذا الشكل, فيجب أن تنظري إلى النعم الكثيرة الأخرى التي حباك بها الله عز وجل, والتي يفتقدها الكثير من الناس, وأهمها نعمة الصحة والعافية, وأن تحمديه عليها, وتذكري دوماً بأن الله جل وعلا, لن ينظر إلى أشكالنا يوم القيامة, بل إلى أعمالنا, وأهمية الإنسان في الدنيا وفي الآخرة تكمن في جوهره, وليس في مظهره.

بالنسبة لكثرة الشعر في جسمك أو الشعرانية, فإن كانت تأخذ طابعاً ذكورياً, أي تتواجد في مناطق ذكورية وغير مألوفة للنساء، مثل: الذقن, الشارب, الصدر، وبين الفخذين, فهنا يجب عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية، مع عمل تصوير تلفزيوني للتأكد من عدم وجود خلل ما, خاصة في الغدة الكظرية, أو الدرقية، أو النخامية, وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS-17 HYDROXYPROGESTERON

يجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة, وفي الصباح، فإن وجد سبب أو خلل, فيجب علاجه أولاً, وبعلاجه ستشعرين بتحسن -إن شاء الله تعالى-.

إن كانت التحاليل طبيعية، والتصوير التلفزيوني أيضاً طبيعياً, لكن كانت الدورة عندك متباعدة وغير منتظمة, فهنا يجب أن تعامل الحالة على أنها تكيس على المبايض, ويجب تناول العلاج لتنظيم الدورة, وهذا العلاج سيخفف الشعر الناتج عن التكيس فقط, أما باقي الشعر الغير ناتج عن التكيس, فلن يتأثر بالعلاج, ويجب إزالته بالطرق المعتادة لإزالة الشعر, وسيفيدك في ذلك مستشارنا الفاضل/ د. محمد علام حفظه الله.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

+++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة...استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
تليه إجابة: د. محمد علام...استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
+++++++++++++++++

ما تعانين منه هو نوع من الشعرانية، وهي عبارة عن زيادة في نمو الشعر غير المرغوب فيه في أماكن توزيع ذكرية، مثل: منطقة الشارب، والذقن، والصدر، أو وجود شعر أكثر سمكاً أو كثافة في الأطراف والجسم، وهو أمر شائع عند كثير من النساء، وليس بالضروري وجود زيادة في هرمونات الذكورة عند مرضى الشعرانية، وغالبيتهم يكون مستوى الهرمون طبيعياً، ويكون سبب نمو الشعر في الأماكن المذكورة بصورة أكثر كثافة أو سمكاً، نتيجة فرط تفاعل بويصلات الشعر للهرمون الذكري في هذه الأماكن، وذلك نتيجة استعداد وراثي في بويصلات الشعر، وليس بالضرورة أن يكون لمن عندهم شعر زائد في بعض الأماكن أن يكون عندهم خلل هرموني واضح، أو اضطراب مصاحب في الدورة الشهرية، أو وجود تكيسات في المبايض، أو ظهور علامات أخرى للاسترجال، مثل: حب الشباب، أو الصلع الوراثي، أو بعض العلامات الأخرى.

أنصحك بتوقيع الكشف الطبي مع طبيب أمراض جلدية متخصص، لأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وتوقيع الكشف السريري اللازم، وتقييم مظاهر الاسترجال الأخرى، وكذلك طلب فحص هرموني شامل وأشعة لتقييم حالة المبايض والغدة النخامية، وما يلزم من إجراءات أخرى، وربما يقوم بتحويلك إلى طبيب أمراض النساء، أو الغدد الصماء حسب الحاجة، وفي ذلك الإطار يجب قراءة إجابة المستشارة الفاضلة/ د. رغدة عكاشة، والنصائح المذكورة بها.

يمكن التخلص من الشعر الزائد إذا كان يسبب لك إحراجا بوسائل الإزالة التقليدية، مثل النزع، وإذا رغبت في إزالة أو تقليل كثافة الشعر بشكل شبة دائم، فيمكنك إزالته بالليزر، ويجب إزالة الشعر باستخدام الليزر من خلال طبيب مشهود له بالكفاءة؛ حتى يختار الطول الموجي المناسب للون بشرتك، وكذلك استخدام طاقة كافية لإزالة الشعر بشكل حقيقي دون حدوث آثار جانبية.

أتمنى لك التوفيق والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً