الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع البكاء في مواطن البكاء إلا متأخرة، ما سبب ذلك؟

السؤال

لدي مشكلة غريبة جداً تكررت معي مرتين، وهي أنني لا أستطيع البكاء في المواقف التي تستدعي البكاء، مثل وفاة شخص عزيز علي، مع أني أبكي كثيراً في أوقات أخرى، ولا أبكي إلا متأخرة جداً، عندما يأتي الناس للتعزية، فما سبب المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: البكاء يعتبر نوعًا من التفريغ الانفعالي، وهو مطلوب في حالة الأزمات؛ لأنه يخفف وطأة المصيبة، ويدل على الرحمة والرأفة ورقة القلب.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي سيف القين، وكان ظئرًا لإبراهيم -عليه السلام- فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم، فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: وأنت يا رسول الله! فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) رواه البخاري.

البكاء يعبر عن الحزن، ويحدث هذا الانفعال عندما يتم إدراك صحيح لموقف ما، فيفسر داخل الدماغ بأنه محزن أو مغضب أو مضحك... الخ.

هذا في الحالات الطبيعية، وتختلف ردود الأفعال من شخص إلى آخر، أما في الحالات غير الطبيعية فقد يعبر الشخص عن موقف محزن بالضحك، أو موقف سار بالبكاء، أو عدم التعبير بأي شعور، وهذا يعني أن هناك اضطرابًا في العاطفة، ويظهر كعرض في بعض الأمراض العقلية والنفسية.

أما حالتك فقد تفسر بأنها تأخر في الاستجابة الانفعالية، وربما نتيجة لعدم اكتمال العمليات العقلية وقت الصدمة، فتكون ردة الفعل متأخرة، فيحدث التعبير عن الحزن بعد تجاوز مرحلة الإنكار والوصول لمرحلة تقبل الحدث، والله أعلم.

نسأل الله تعالى أن يجعل أيامك فرحاً وسروراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً