الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت وخوفي من فقدان والدتي.. فكيف أتغلب على ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً، وجعله في ميزان حسناتكم، وأشكركم على هذا الموقع الرائع.

قبل خمسة أشهر كنت أعاني من وساوس الموت، وأشعر بالخوف، والهلع منه، ومن أي موضوع يخصه، ولكن -بفضل الله تعالى- زالت عني بعض المخاوف وليس كلها، فأصبحت أوسوس بأن أحد أفراد عائلتي قد يموت، أو والدتي -لا سمح الله-، علماً بأنني يتيمة الأب، وأخاف على والدتي كثيراً، وقد يصل بي الحال بأنني أتخيل الأمر وأبدأ في البكاء، ثم أستعيذ بالله وأهدأ، وفي أحيان كثيرة أتذكر قصص الموتى التي سمعتها سابقاً، وكيف ماتوا، وهناك قصص لشباب في عمر الزهور ولكن قدر الله وما شاء فعل وأخذ أمانتهم، لقد كرهت هذا الخيال، أود لو أنني أتمكن من النوم طيلة اليوم حتى لا أفكر، لقد سئمت حقاً.

فأنا أبدأ بالتخيل، وكيف يموت الشخص، وكيف تخرج روحه، وهل خروج الروح مؤلم أم لا؟ وكيف تكون هيئة ملك الموت عندما يقبض روحه؟ لا أتوقف عن التفكير أبداً، وأبدأ بالتخيل عندما يموت شخص معين كيف سوف نعيش من دونه؟ وأقرأ قصص بعض الفتيات التي قد توفت والداتهن، وأوسوس بطريقة موتها، وأخاف على والدتي أكثر من السابق، ماذا أفعل؟ أرجوكم أريد حلاً.

رزقكم الله سعادة لا تنتهي في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Almila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هذا النوع من الوساوس معروف ومنتشر وموجود، لكن الإشكالية أنك قد مكَّنت هذه الوساوس وجعلتها مستشرية ومستحوذة عليك، وذلك من خلال تحليلها ومناقشتها ومحاولة وجود تفسيرات لها، وهذا خطأ كبير، الوسواس يُعامل من خلال التحقير والتحقير التام، هذه الفكرة الوسواسية حين تنتابك قولي لها: (أنت فكرة وسواسية حقيرة، لن أناقشك أبدًا) مهما كان إلحاح الوسواس، مهما كانت درجة الفضول التي قد تنتاب الإنسان ليُحاول أن يُناقش هذه الوساوس ويجد لها تفسيرات، أرجو أن تقاومي ذلك تمامًا، وأنا أؤكد لك أن العلاج الدوائي مهم جدًّا في حالتك، والأدوية مفيدة جدًّا، وأي عقار مضاد للوساوس مثل الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أو الـ (زولفت Zoloft) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون أحدهما مفيدًا جدًّا لك.

اذهبي وقابلي الطبيب النفسي الآن مباشرة، وسوف يصف لك الدواء حسب مرحلتك العمرية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان امنه عبدالمجيد

    حفظكم الله كلنا لها وماالدنيا الامتاع الغرور


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً