الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة السرية بين الشاب والشابة لا تبررها النوايا الحسنة

السؤال

أنا ارتبطت بفتاة متدينة جداً، وكنا نحب بعضنا منذ فترة طويلة، ولم نعترف لبعضنا، ولكن بعد المرور بظروف نفسية لكلينا أباحت لي بحبها، واستمرت العلاقة بيننا شبه سرية حتى الآن.

ولكن عائلتي بأكملها تعرف بالموضوع، وأنا على اتفاق مع العائلة بأن أتقدم للارتباط بها بعد التخرج من الكلية مباشرة، وللعلم هناك بعض من أقاربها يعرف بهذه العلاقة، لكن والديها لا يعرفان.

وللعلم أيضاً أن العلاقة بيننا في غاية الاحترام، ولا تخدش الحياء، والاتصال بيننا يتم للاطمئنان فقط، والحب بيننا منذ 3 سنوات، ولا أستطيع البعد عنها حتى التخرج.

وبقي لي حتى التخرج ـ إن شاء الله ـ عام واحد، وهي تصغرني بثلاث سنوات، والله أعلم بسر نوايانا.

أرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يرزقك السداد والهدى والرشاد، وأن ينفع بشبابنا البلاد والعباد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن العلاقات السرية تتيح الفرص للشيطان، وهي مخالفة لما أمر به الرحمن، ولذا فلابد أولاً من إعلان هذه العلاقة، وإتيان البيوت من أبوابها، ولا خير في علاقة تكون وراء والدي هذه الفتاة، وإذا كانت عائلتك تعلم بتلك العلاقة فما هو المانع من وضع والديها في الصورة أيضاً، والتقدم لخطبة هذه الفتاة، ومن ثم المسارعة لإتمام مراسيم الزواج؛ لأن الخطبة وعد بالزواج لا تبيح للخاطب أن يخلو بالخطيبة؛ لأن الشيطان هو الثالث.

ومهما كانت العلاقة محترمة ولا تخدش الحياء، فإن شريعتنا تسد هذا الباب؛ لأن المقدمات التي فيها مخالفات شرعية توصلنا إلى أسوأ العواقب، وكم من فتى بدأ مع أجنبية بالقرآن والحديث عن الصلاة، وكانت العواقب وخيمة والعياذ بالله، والمسلم مطالب بأن يلتزم بآداب وأحكام هذه الشريعة، وإذا كنت لا تستطيع البعد عنها فاجعل العلاقة رسمية وظاهرة في وضح النهار، وبعلم أهلها والناس، حتى لا تضعوا أنفسكم في ريبةٍ وحرجٍ، والصواب أن يتقدم الإنسان في البداية إلى أهل الفتاة، ويعلن لهم عن رغبته في الارتباط بها، وذلك قبل أن تتمكن المشاعر العاطفية من النفوس، فقد لا يتيسر الزواج لسبب أو لآخر فتكون المعاناة للطرفين.

وعليه فلابد من تصحيح هذا الوضع، والاستغفار لما سلف من التفريط، فسلامة النوايا وصدق المشاعر لا يكفي في مثل هذه الأمور، بل لابد من التقيد بالأحكام التي وضعها الإسلام في التعامل مع المرأة الأجنبية، وهي التي ليست بمحرمٍ للإنسان.

نسأل الله أن يكتب لك النجاح، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يعيننا جميعاً على طاعته وذكره.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً