السلام عليكم..

أعاني من الوسواس القهري الشديد بعد الولادة، حيث إنني طبيبة، وبالصدفة حدث خطأ في تسليم المواليد في المستشفى التي أعمل بها، وذلك قبل ميعاد ولادتي بشهر، وعند ولادتي شككت بأن الممرضة قد تكون بدلت المولود، ثم انتقل الشك بعد ذلك إلى ممرضة الحضانة أنها قد تكون بدلته مع أحد من الحضانة، ثم انتقل الشك بعد ذلك إلى أنه قد أكون أنا شخصيا من أبدلته بطفل آخر من الحضانة، لأنني بحكم كوني طبيبة في المستشفى فكل شيء مباح لي، خصوصا إن كان هناك خوف على نمو ابنتي بسبب وزنها القليل عند الولادة، ومحيط رأسها الصغير، فتنتابني وساوس على أنني قد أكون بدلتها بطفل آخر حتى تبقى بحال جيدة.

انقلبت حياتي إلى دمار، وأخذت علاجا منذ أسبوعين، والتحسن بطيء جدا، فهل أجري تحليل DNA لطفلتي للاطمئنان بأنها ابنتي لكي أستريح، أم ماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ د. شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

هذا نوع من الوسواس القهري السخيف جدًّا، وأنا لديَّ (تقريبًا) مريضتان لديهنَّ نفس المشكلة، ولكن -الحمد لله تعالى– الآن تبدَّلتْ قناعاتهما، واختفى الوسواس تمامًا.

هذا وسواس سخيف، وأنا شخصيًا لا أؤيد أبدًا إجراء تحليل الـ (DNA) لأن هذا النوع من الوساوس حتى وإن قُضِيَ عليه وقتيًا من خلال إجراء تحليل مثل الـ (DNA) إلا أن وساوس جديدة ربما تتولَّد، وليس من المعقول في كل مرَّةٍ أن تبحثي عن الأدلة المادية لمقاومة الوسواس.

الوسواس أصلاً فكرٌ خاطئ، وفكرٌ ليس بصحيح، ويجب ألا يُكافأ أبدًا من خلال إجراء فحوصات مثل الـ (DNA).

هذا هو موقفي من هذا الموضوع، وأنا أعتقد أن العلاج الدوائي وتناول أحد مضادات الوساوس الفاعلة، مع بناء قناعة ويقين جديد، وعدم مناقشة الوسواس وتحليله، هذا سيكون هو الأفضل بالنسبة لك.

وأنا أنصحك –وبما أنك موجودة في مِصْرَ- أن تتواصلي مع الأخ الصديق البروفيسور (وائل أبو هندي) أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، ومُحرر الموقع المشهور (مجانين)، تواصلي معه، وأنا متأكد أنه سوف يُساعدك كثيرًا، فهو صاحب باع طويل وخبرة عظيمة في علاج الوساوس.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.