الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للمخدرات دور في أعراض القلق والرهاب التي أعانيها أم لا؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 21 سنة، بدأت حالتي قبل سنة تقريبًا، اشتريت سيارة وبعدها بدأت أعراض عندي لم أعرف لها تفسيرًا.

عند مقابلة أشخاص معينين يأتيني فزع غريب، ودقات قلبي تتزايد، ورعشة في اليدين وجفاف في الحلق، ونبض في منطقة البطن، مع العلم أني قبل ذلك كنت أشعر بنفس الأعراض مع نفس الأشخاص عند مقابلتهم.

بعدها بدأ عندي نوع من الحزن الشديد، والانطوائية، والخوف من الاجتماعات العائلية وغيرها، أصبح عندي نوع من العصبية والوساوس بأن الناس يتكلمون في ظهري، صارت ثقتي بنفسي أتوقع صفرا ٪.

بعض الأحيان أخاف من أشياء تافهة، ويبدأ مع الخوف نبض في البطن وارتعاش في اليدين، وأغلب الأوقات لا أستطيع منع نفسي من التفكير بأشياء أقل شيء أستطيع أن أقول عنها أنها أشياء تافهة جدًا.

بالمختصر: يومي منذ الصباح إلى وقت النوم تفكير في تفكير، صرت مقصرًا في ديني، وفي نفسي، وفي الناس القريبين مني بسبب هذه الأعراض.

بعض الأحيان عند مقابلة أشخاص جدد لا أستطيع ان أتصرف بشكل طبيعتي بسبب الخوف من أن أخطئ أمامهم فيأخذون عني فكرة سيئة.

مع العلم أني أتعاطى مادة الحشيش فما أدري، هل لها دور في هذه الأعراض أو لا؟

ما مشكلتي وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المعروف عن تعاطي الحشيش المستمر أنه يسبب اضطراب الهلع، والهلع هو الإحساس بالخوف الشديد والخوف من الموت أو الخوف من أن يفقد الشخص قريبًا له، ويكون هذا مصاحبًا باضطرابات وارتباك وزيادة في ضربات القلب ورعشة وتعرُّق - وهلمَّ جرًا - كما أنه معروف أيضًا أن للحشيش ارتباطًا بالريبة والشكوك التي أحيانًا قد ترتقي إلى ضلالات سوء الظن، أو ضلالات الارتياب، أي أن الشخص يحسُّ بأن الناس يتكلمون عنه أو يتآمرون عليه.

هذه من الأشياء المرتبطة بتعاطي واستعمال الحشيش باستمرار، والحشيش أيضًا التعود عليه والإدمان عليه وتعاطيه في معظم الوقت يجعل الشخص غير اجتماعي متعلقًا بهذه المادة الكيمياوية وينصرف عن أداء وظائفه الاجتماعية والعائلية، وهذه أيضًا من الأعراض التي تنتج عن الاستمرار في تعاطي الحشيش، فالحشيش ليس له أي فائدة طبية.

ولذلك ننصحك بالتوقف عن تناول الحشيش مباشرة؛ لأن الاستمرار فيه حتى إن لم تكن هذه الأشياء تحدث الآن، فمستقبلاً سوف تزيد الأضرار، فيجب عليك أولاً لاختفاء هذه الأشياء ننصحك بالتوقف عن تعاطي الحشيش، وإن لم تستطع التوقف عنه بنفسك، فعليك الاستعانة بطبيبٍ أو معالجٍ له خبرة ببرامج التعافي، أو ما يعرف ببرامج المساعدة للتوقف من المواد التي تُسبب الإدمان وعدم الرجوع إليها، وهذه برامج مُحددة، ويُعلُّمك المختص من خلال هذه البرامج مهارات مُحددة لكيفية التوقف، وكيفية التعامل مع الرغبة الشديدة والمُلحة في التعاطي.

كما أنه يمكن أن يُساعدك في المهارات الاجتماعية الأخرى، كما ذكرت: ماذا تتصرف عندما تلتقي بأشخاص لأول مرة، وماذا تفعل؟ وكيفية ملء الوقت بأشياء مفيدة، والتعامل مع الضغوطات النفسية والأعراض النفسية الأخرى.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً