الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي لا تعينني على الزواج بفتاة ارتضيتها، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على موقعكم وما تقدمونه من فتاوى وإرشادات، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

سؤالي هو: أن أمي ترفض أن أتزوج، وتتحجج بحجج واهية، صديق مقرب لي دلني على فتاة تعمل معه، فلما سألنا عنها فجميع من سألته شهد لها بحسن الخلق والاعتدال، سألنا عنها 7 أشخاص، منهم من يعمل معها ودرس معها، وكان قريباً لها، حتى جيرانها.

بعثت لها مع أحدهم على أني أنوي أن أتقدم لها، وبعد أسبوع ردت بالموافقة، لكن لما حدثت أمي تعجبت من ردها! علماً أن أبي متوفى، رحمه الله، فقالت: إن الفتاة وعائلتها ليسوا على سيرة حسنة، على الرغم من معرفتي الكثيرة من شباب عائلتها، فأنا على يقين أنهم عكس ذلك.

تعجبت وقلت لها كيف تقولين هذا الكلام على أناس لا تعرفينهم؟! بعدها عرضت علي الزواج من ابنة خالتي أو أخرى من قريباتنا فرفضت الزواج من الأقارب لخوفي من المشاكل مستقبلاً.

بعدها بدأت تتحجج بالمال، وقالت: إنه ليس لدي المال الكافي لتكاليف الزفاف، فقلت لها: سأعقد قراني بعد عام من الخطبة، وبعد هذه المدة سيكون لدي المال الكافي إن شاء الله، فقالت: إنها تعرف أني بعد الخطبة سأطلب الزفاف مباشرة فدهشت!

بعدها بدأت تتحجج بالوقت، وأن العائلة لا تعرف عنها شيئاً، وكم من زواج فشل وكان فيه الكثير من المشاكل، وهكذا حتى غضبت وقمت إلى غرفتي.

والله لا أفهم كيف تقف في وجه الحلال؟! رغم وجود كامل المقومات لدي للزواج، فأنا موظف وراتبي يسمح لي إن شاء الله، بالنفقة علي وعلى زوجتي.

علماً أني قد اقتنيت بعض متطلبات الزواج كالذهب وغرفة النوم...الخ، كما أني حسن الخلق ومعتدل في ديني، فأصلي في الوقت وأصوم وأتصدق، الحمد لله.

صرت لا أقدر على محادثتها إلا للضرورة أو لما تكلمني، علما أنه لما أراد أخي الأكبر الزواج ساعدته وأعانته بكل ما تستطيع من مال حتى في بعض الأحيان لم يكن يبقى شيء من راتبها، وأنه في أغلب الأحيان ترفض طلباتي، فلما أردت الدراسة في الجامعة مع صديق مقرب في مدينة أخرى رفضت، لما أردت العمل في الجيش رفضت، قبل أن يفتح الله علي بوظيفة وأردت عمل مشروع وكراء المحل الواقع في منزلنا رفضت.

كما أني أنا الوحيد الذي يعيش معها، فأخي الأكبر متزوج ويعيش في مدينة أخرى، وأختي كذلك، وأنا أصغرهم 29 سنة.

بالله عليكم انصحوني، لأني لا أفهم تصرفاتها، ولا أراها عادلة بيني وبين أخي الذي لا ترفض له طلباً، وهل شرعاً يجوز لها اعتراض زواجي بدون سبب شرعي؟

بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي والدتك ويصلح الأحوال، وأن يقدرك على إرضائها، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

أسعدنا اهتمامك ببر الوالدة، وأفرحنا اختيارك للفتاة صاحبة الدين والأخلاق، وكنا نتمنى أن تخبر الوالدة منذ البداية حتى لا تتفاجأ، كما نتمنى أن تحمل رفضها على أحسن المحامل، فهي تريدك أن تكون لها ومعها، فأنت المتبقي فآمن مخاوفها، ووضح لها أنك لن تفارقها، وأنك ستزيد من برها.

اعلم أن مثل هذا الرفض قد يحصل من الأم مع الابن الصغير أو البار المفيد، وننبه على أن هذه المسألة ينبغي أن توضع في الحسبان وننتظر منك إفادة في هذا الجانب.

نحن نتمنى أن تعدل الأمهات بين الأبناء والبنات، كما هو توجيه خاتم الرسل والرسالات القائل: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، وننصحك أن تدخل الوساطات من خالات وصالحات ومن أخوال وأصحاب الوجاهات.

عليك بتكرار المحاولات، ومن المهم فهم الأسباب الحقيقية لرفض الوالدة فإنه إذا علم السبب بطل العجب، وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحب أن نؤكد لك أنه لا مانع من الزواج من الفتاة إذا كانت مناسبة من الناحية الشرعية، وهذا إذا كنت قد أخبرت أهلها واتفقت معهم.

أما إذا كانت المسألة مجرد فكرة، فمن المصلحة اختيار فتاة ترتاح لها الوالدة، حتى تستطيع أن تؤدي كافة الحقوق، لأن الشريعة التي تأمرك ببر الوالدة هي الشريعة التي تطالبك بالإحسان إلى الزوجة.

لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك ونتمنى أن تدور أمورك برفق وتجنب ما يعكر على الوالدة، واجتهد في إرضائها في كل الأحوال.

نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يرزقك بر الوالدة، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً