الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة في التحسن الجزئي بعد تناول السيروكسات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله: أنا فعلاً خجل لأني أتعبك معي؛ لأني ثالث مرة أسألك عن حالتي، فأتمنى أنك تسامحني.

أنا صاحب الاستشارتين رقم (16618) و(226587)، حيث إنني استخدمت السيروكسات تقريباً منذ ثلاثة أشهر، حيث إنني قلت: لدي الرهاب، لكن لم يحدث شفاء تام، وقمت بالسفر ولم أعد أخاف كثيراً منه، ولكن تأتيني أحياناً الضيقة في الصدر، خاصة قبل النوم، وبدأت أخرج من البيت، لكن يوجد خوف في داخلي، لكن أنا أحاول أن أجاهد نفسي وأتغلب عليها.

لكني إلى الآن لا توجد لدي رغبة في المذاكرة، حيث إنني أدرس هندسة وخفت أنه يؤثر علي أثناء فترة العلاج، فقمت بوقف الدراسة لهذا الفصل خوفاً على معدلي، ويأتيني التعرق وزيادة الإحساس بضربات القلب أثناء الاجتماعات، فهل فترة علاجي متطورة!؟ علماً بأنني سوف أسافر في الصيف القادم على طائرة لأول مرة، وخائف من ذلك! وهل يصح أنا أبدل السيروكسات بالبروزاك؛ لأنني أبحث عن العلاج سريعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على استشارتك الثالثة، ونحن سعداء جداً على هذا التواصل، والذي يدل على الثقة المتبادلة فيما بيننا.

أيها الأخ العزيز! لا شك أن التحسن الجزئي الذي حدث لك يجب ألا يتم تجاهله، بل على العكس تماماً يجب أن يكون هذا التحسن هو الركيزة الداعمة والمحفزة للتحسن المستقبلي الكامل، وهذا هو التاريخ الطبيعي للمخاوف أن التحسن يكون تدريجياً، والتحسن التدريجي أفضل بكثير من التحسن السريع، حيث إن التحسن التدريجي أقوى أُسساً، ولا تحدث بعده انتكاسات بإذن الله، فأرجو أن يكون التفكير المعرفي قائماً على هذا الأساس المبني على الحافز الذاتي .

وجود التعرق والضربات لا شك أنه من أعراض الرهاب والقلق، ويمكن التغلب عليه بصورةٍ أفضل، بممارسة تمارين الاسترخاء، ولا بأس من أخذ جرعة صغيرة من الدواء الذي يُعرف باسم (إندرال)، بجرعة (10 مليجرام) صباح ومساء.

الزيروكسات ما زال هو من أفضل الأدوية لعلاج مثل الحالة التي تعاني منها جزئياً، وإن كان البروزاك ذو فعاليةٍ أيضاً، وفي كثيرٍ من الحالات نقوم بنصيحة الإخوة الأعزاء بتناول كبسولةٍ واحدة من البروزاك في الصباح، وحبة واحدة من الزيروكسات في المساء، وهذا أدى إلى نتائج فعالة جداً، ولبعض الحالات الأكثر شدة ومقاومة للعلاج أقوم بوصف البروزاك في الصباح والدواء المعروف باسم سبراليكس في المساء، فهذه كلها خيارات جائزة، ومجربة علمياً، ولا مانع من أن تجرب إحدى هذه الخيارات.

يتميز البروزاك بأنه لا يؤثر سلباً على التركيز، ولا يزيد من النوم، وربما يعطي بعض الشعور باليقظة والانتباه، فإذ كانت لديك صعوبة حقيقية في التركيز في القراءة فيمكن أن يكون البروزاك هو الخيار الأوحد، ولكن يجب أن لا تقل الجرعة عن (40 مليجراماً) في اليوم.

أرى أنك والحمد لله في تحسن، وسوف يزداد هذا التحسن مع الوقت، فقط عليك الالتزام بالعلاج، حيث إن عدم أخذ الدواء بانتظام ربما يؤدي إلى تفاعلات سلبية في نطاق الموصلات العصبية وكيمياء الدماغ، والذي تلعب دوراً أساسياً في حدوث المخاوف والرهاب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً