الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتبطت بعلاقة حب مع فتاة ولا أستطيع خطبتها الآن، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالب في كلية الهندسة، ومنذ حوالي سنة ونصف أحببت فتاة عن طريق قريبتي، ووجدت فيها كل ما أحتاجه من حب واهتمام، ولكني لم أكن أهتم بها؛ مما جعلها تلجأ لغيري، وتتكلم معهم، ثم عندما علمت بغلطها قامت بإيقاف ما تفعله، واعترفت لي، فتأكدت أني أحبها.

أنا أعلم أن هذه العلاقة حرام، مع العلم أني كنت في علاقة قبلها استمرت سنتين تقريبا، ثم تركتها بسبب خيانتها. وبعدها بسنتين دخلت في هذه العلاقة، ولكنها أصبحت بالنسبة لي شيئا مثل الأكسجين لا أستطيع التوقف عن الكلام معها، مع العلم أني اكتشفت بها أخطاء كثيرة، ولكني أحاول الإصلاح منها، وتحسينها، ولكن قلبي تعلق بها، ولا أستطيع تركها أبدا، وفي نفس الوقت لا أستطيع التقدم لها الآن. فماذا أفعل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يهيئ لك الحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

فإن الحب الحقيقي الحلال هو ما ينتج عن علاقة شرعية معلنة، وما سواه حرام وخبال، فراقب ربك الكبير المتعال، وتوقف عن تلك الفعال، واعلم أن كلامها مع غيرك محرم ككلامها معك.

وأرجو أن يعلم أبنائي وبناتي أن التجاوزات التي تحصل في العلاقات هي خصم على مستقبلهم العلمي، وعلى مستقبلهم الأسري، والأخطر هو المخالفة الشرعية {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

وإذا كنت راغبا في الفتاة فتوقف عن التواصل معها، وتب إلى الله، ثم أرسل أهلك؛ ليطرقوا باب أهلها، ولا مانع من تأجيل الزواج بعد الحصول على الموافقة، وحصول الارتياح والانشراح والقبول، وكم تمنينا أن يعرف الشباب أن الإسلام لا يمنع من التعارف، لكنه يريد للتعارف أن يكون تحت سمع وبصر الأهل.

ونتمنى أن يكون الأمر قد اتضح، فإما أن تتقدم أو تتأخر، أما استمرار العلاقات في الخفاء؛ فذلك ما يصادم شريعة رب الأرض والسماء، والعلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية هي المسؤولة عن نسبة (85%) من الفشل، والشيطان الذي يجمع الشاب بالفتاة في مقصف الجامعة، أو في الشاطئ، أو على الشات، هو الشيطان الذي سوف يأتي؛ ليغرس الشكوك؛ حتى يحيل العلاقة إلى ركام أو إلى جحيم لا يطاق. والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صالحة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

لقد أسعدنا تواصلكم مع موقعكم، ويسعدنا استمراركم، ويفرحنا حصول التوبة النصوح، ونسأل الله أن يغنيكما بالحلال عن الحرام، وأن يجمع بينكما على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً