الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق وتسارع دقات القلب والأرق

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة منذ شهر (11/ 2014) كنت جالسا وأحسست دقات قلبي تتسارع، فذهبت إلى دكتور قلب، وأخبرني أنه لا توجد لدي مشكلة، وكل ما لدي غازات؛ لأني كنت أشرب مشروبات غازية، وأحيانا بدون أكل، و-الحمد لله- أعطاني علاجا مناسبا، ولكن المشكلة أني لم أدرك ذلك لأن لدي قلق على دقات قلبي بشكل غير طبيعي على مدار اليوم، وكنت أقول: لماذا لم تهدأ دقات قلبي؟

في شهر (12) أحسست بشعور يزعجني كثيرا في مكان قلبي، وفي شهر (1) كنت أتمشى صباحا، وكانت هناك رائحة حريق، فمنعت نفسي من تنفس الحريق، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتنفس إراديا، ولا أستطيع النوم منذ حوالي (8) أشهر، فأرجو المساعدة؛ لأني أصبحت كئيبا، ولا أستطيع النوم، وأتقلب في الفراش، والشعور ما زال يوجعني.

شكرا، وبارك الله فيكم، علماً أني بعمر (22)، وكان لدي طموح، وسعيد جدا، ولكن الآن أصبحت شخصا آخر، وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moe حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هذه التفاعلات التي حدثت لك من شعورٍ بالقلق والتوتر وتسارع في ضربات القلب وصعوبة في النوم، ناتجة من أنه في الأصل لديك استعداد للقلق، والاستعداد للقلق يجعل الإنسان يتفاعل مع محيطه تفاعلاً سلبيًا، يعني حدوث أيُّ تغيُّرٍ في محيط الإنسان، أو تغيُّرٍ في نمط برامجه اليومية، أو إدخال أي متغيَّر يجعل الإنسان يقلق ويتوتر.

مجمل الكلام أنت لست مريضًا، هذه حالة قلقية، تجاوزها من خلال: أن تواصل طموحك، وأن تكون إنسانًا منظمًا ومُرتَّبًا، وتكون لك أهداف، تكون لك آمال، احرص على الصلاة في وقتها، وعلى بر الوالدين، والتواصل الاجتماعي الجيد والسليم، وطوّر نفسك من خلال زيادة مخزونك الثقافي، والاطلاع على الكتب الجيدة، وحضور الندوات والمحاضرات... هذا كله يُساعدك كثيرًا في تنمية شخصيتك.

احرص على عدم الكتمان، وأن تُعبِّر عن نفسك؛ لأن القلق يستغل الإنسان إذا كان كتومًا.

بالنسبة للنوم واضطرابه الذي تعاني منه الآن: هذا ناتج من القلق -كما ذكرتُ لك سلفًا- والخطوات الآنية التي يجب تتخذها: أولاً: يجب أن تمارس الرياضة، وأن تتجنب النوم بالنهار، وأن تذهب إلى الفراش ليلاً في وقتٍ مبكرٍ، وفي وقتٍ ثابتٍ، وأن تحرص على أذكار النوم، وتتجنب الميقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا، لا تشربها أبدًا بعد الساعة السادسة مساءً.

هنالك دواء بسيط جدًّا يسمى تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) دواء قديم، يستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي، وكذلك القلق، وبجرعة صغيرة يعتبرُ محسِّنًا جيدًا للنوم. الدواء لا يُسبب الإدمان ولا يُسبب التعود، وهو سليم، فقط ربما يُسبب لك جفافًا بسيطًا في الفم في الأيام الأولى للعلاج.

ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، ساعة قبل النوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً