الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من بعض الوساوس والأفكار السلبية والأرق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال بخصوص زوجتي البالغة من العمر 27 عاما، والتي تعاني من بعض الوساوس والأفكار السلبية، والتي تؤدي بها إلى حالة من الأرق، وعدم استطاعة النوم، مع الإحساس بوجود النوم، وحاجة الجسم له، إلا أنها لا تنام.

تم الكشف الطبي منذ عامين تقريبا من قبل دكتور نفسية وعصبية، وكان التشخيص بوجود وسواس قهري، ونصح بأدوية (بروثيادين) و(سيربس) و(موتيفال) لمدة (6) أشهر، وبعدها نصح بالتكرار (3) أشهر أخرى، ثم (3) أخرى، وخفف بالتدريج إلى أن أصبحت تأخذ علاج (موتيفال) فقط، وبعد أيام بسيطة تكررت نفس الحالة المزاجية غير السوية أو الطبيعة؛ نظرا لرجوع بعض المخاوف والأفكار السلبية.

ذهبنا إلى الطبيب، ووصف بعد الكشف أدوية (موتيفال) مع (تجريتول) مع (فيتامين) يشبه حبة الشيكولاتة، مع دواء آخر كبسولات لضبط الكهرباء -لا أتذكره حاليا- لمدة (3) شهور، ولكن أياما تكون الحياة مستقرة، وأحيانا أخرى غير ذلك، وأحيانا في نفس اليوم يتغير الإحساس والأفكار من سلبية إلى إيجابية في توقيتات مختلفة على مدار اليوم.

مع العلم أن الله سبحانه رزقنا ولدا وبنتا، وأن الحياة الزوجية والاجتماعية والمادية خالية تماما من المشكلات، ولا توجد أي مسببات للحزن أو الاضطرابات.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية والشفاء.

أخِي، بالنسبة للأدوية الأولى التي ذكرتها، وهي: الـ (بروثيادين) والـ (سيربس) والـ (موتيفال): هذه أدوية تُعطى للاكتئاب القلقي، مفيدة جدًّا، كما أنها تُساعد في علاج المخاوف والوساوس من الدرجة البسيطة، لكن لا أستطيع أن أقول أنها أفضل الأدوية لعلاج الوسواس.

عمومًا: الطبيب -جزاه الله خيرًا- قام بتقييم حالتها في تلك المرة وأعطاها العلاج الذي رآه مناسبًا، ثم بعد أن قمتم بزيارته في المرة الأخيرة قام بتغيير الأدوية إلى الموتيفال مع التجراتول، وكبسولة أخرى وصفتها بأنها ضابطة لكهرباء الدماغ.

هذا يجعلني -أيها الفاضل الكريم- أتوقف كثيرًا عند التشخيص، هل بالفعل زوجتك الكريمة تعاني من وسواس قهري، أم تعاني من علة أخرى؟ وتقلبات المزاج بالصورة التي ذكرتها مع استقرار الشأن العائلي من جميع النواحي يجعلني أفكّر في أنها ربما تكون تعاني من درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو أنها تعاني من نوع من القلق الاكتئابي مع وجود نوع من الوساوس الثانوية.

أخِي الكريم: لا تنزعج أبدًا، كل هذه الحالات علاجها أصبح الآن سهلا وبسيطا جدًّا، المهم هو المتابعة مع الطبيب، والالتزام التام باتباع الإرشادات والعلاجات التي يصفها الطبيب.

فيا أخي الكريم: نصيحتي لك هي أن تُراجع الطبيب مرة أخرى، ولك الحق أن تستفسر وأن تعرف من الطبيب ما هي حالة زوجتك على وجه الدقة، هل هو وسواس قهري فقط؟ هل هي وساوس مع وجود مخاوف؟ هل لديها نوع من الاكتئاب النفسي؟ هل لديها ما يُعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ أي أن مزاجها يتقلب ما بين الحزن وما بين الوضع الطبيعي أو شيء من الانشراح... وهكذا.

فإذًا التأكد من التشخيص ومعرفته بدقة هو الذي يُحدد المسارات العلاجية، فاذهب إلى طبيب زوجتك، وأرجو أن تُفيدني حول نتيجة المقابلة، ومن ثمَّ يمكنني أن أعطي المزيد من الاسترشاد متى ما كان ذلك مطلوبًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك - أخِي الكريم - على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً