الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى الموت ولا أنطق بهذه الوساوس القهرية.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عمري17 سنة، أصابتني وساوس منذ بداية شهر رمضان إلى اليوم، وحالي يسوء، وأصبحت لا آكل ولا أنام منها، حاولت التخلص منها بالصلاة والقرآن والاستغفار، ولكن لا شيء ينفع معي! علمًا أني كنت غافلة عن الصلاة، ولم أكن أقرأ القرآن إلا في المدرسة، وبعد أن أصابني هذا الوسواس تغيرت، ولكن أريد أوقف هذا الفكر الخاطئ الذي أنا فيه.

وسواسي وفي وجود الله، وفي عدل الله، وأشياء أتمنى أن أموت ولا أفكر أو أنطق بها، وأصبح الشيطان يوسوس لي أني كافرة، كيف أوقفها؟ ساعدني يا شيخ، أقسم بالله أني سوف أجن، وأكتب لك ودموعي تسبقني، أكاد أموت من الخوف، وأقسم بالله أني أنوي الدخول في الإسلام وأتشهد كثيرًا بسبب ما أصابني.

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيماء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردًا على استشارتك أقول:

1- ما أصابك من الوسواس مقدر لك من قبل أن يخلقك الله تعالى؛ لأن كل ما يحصل للعبد يسير وفق قضاء الله وقدره، وما عليك إلا أن ترضي بما قضى الله وقدر.

2- ما يصيب الإنسان إما ابتلاء من الله كما قال سبحانه: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وإما بسبب ذنوب ارتكبها قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، فعلى العبد أن يداوم على الاستغفار.

3- ملازمة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهما من أسباب تفريج الهموم والضوائق؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال للذي قال له: أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك).

4- علاج الوسواس بمخالفته وعدم الاسترسال معه، وإن أتى في حال الصلاة فبالنفث على الجانب الأيسر من دون ريق، ثلاث مرات، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

5- ومن علاج الوسواس عدم طاعته والاستجابة له والاسترسال معه قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.

6- علاج الشك في الله وفي وجوده وعدله أو إن وسوس لك الشيطان فقال من خلق الله؟ هو الاستغفار، وأن تقولي: ( الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولك يكن له كفوا أحد).

7- ادعي الله دعاء المضطرين وانكسري بين يدي الله وكوني موقنة بالإجابة قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.

8- لا بد من زيارة طبيب نفساني لتشخيص الحالة والعلاجات الدوائية تنفع بإذن الله في مثل هذه الحالات.

9- عدم الدخول في حوار أو نقاش مع الوسواس؛ لأن النقاش معه يتشعب ولا يوصل إلى نتيجة.

أسأل الله أن يشفيك وأن يصرف عنك وساوس الشيطان وخواطره آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً