الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوازن بين العبادة والدراسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عمري 17 سنة، أدرس في السنة الأولى باكالوريا تخصص علوم تجريبية، أريد أن أعرف كيف أخصص أوقاتًا للمراجعة؟ وكذلك وكيف أخصص أوقاتًا للعبادة؟ أخشى أن أهتم بالدراسة وأتكاسل في العبادات.

مع العلم أني هذا العام -إن شاء الله لدي "موحد الجهوي" في آخر السنة في المواد الأدبية، ولا أعرف كيف سأوازن بين العبادة والدراسة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، والذي يشير إلى طالب شاب طموح، ويتطلع للمعالي، في الدنيا والآخرة، أعانك الله وذلّل لك الصعب لتكون من المتفوقين.

ومن أجل الدراسة الأفضل، وبالذات للتنسيق بين الدراسة والعبادات من شعائر كالصلاة، فيمكن أن أذكر الأمور المساعدة التالية:

أولا: أوجد جوًا مناسبًا للدراسة والتحصيل العلمي، وحاول قدر الإمكان الحدّ من المشوشات ومضيّعات الوقت، وما أكثرها في عصرنا الحديث، من أدوات إلكترونية أو بعض الأشخاص، ولعمل في مكان هادئ، وأطفئ الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر والآيباد.

إذا كنت معتادًا على الاستماع لشيء أثناء الدراسة، فلتكن من دون كلمات، كي لا تشوش ذهنك.

أزل من أمامك كل ما يمكن أن يعيق تركيزك ومما لا تحتاجه أثناء الدراسة.

ثانيًا: اجمع كل مواد دراستك أمامك من كتب وملاحظات ومراجع، وإذا كنت على الكمبيوتر للعمل، فأغلق الانترنت واستلام الرسائل من الفيس بوك وغيره.

ثالثًا: خذ قسطًا من الراحة بين المادة والأخرى، ولو كانت فقترة قصيرة جدًا، وحاول أن لا تخلط المواد ببعضها.

رابعًا: ابحث عن طريقتك الخاصة والمفضلة للدراسة، وما يناسب غيرك قد لا يناسبك، والعكس صحيح، ما هي الطريقة التي تفضل؟ هل هي التلخيص أو كتابة الملاحظات على بطاقات صغيرة أو تلوين بعض أسطر الكتاب...؟ اخترع الطريقة التي تناسبك أنت.

هل أنت إنسان صباحي وهو الأفضل (بورك لأمتي في بكورها) أم أنت إنسان ليلي، وبحيث أكثر ما تكون نشطًا هي فترة المساء؟ واحرص على الاستفادة القصوى من هذه الطبيعة الخاصة بك، واعمل وفق طبيعتك.

خامسًا: اتبع بعض الطرق المفيدة في الدراسة ومنها مثلا:
تفحص أولا وبشكل سريع فصل الكتاب المطلوب منك دراسته، وانظر إلى الجداول والرسوم التوضيحية، واقرأ عناوين الفقرات.

اسأل نفسك بعض الأسئلة عما يمكن أن يرد في هذا الفصل، مما يمكن أن يثير انتباهك ويحفز حماسك؟ ومن ثم ابحث عن إجابات لهذه الأسئلة.

راجع كل الدرس بعد الانتهاء من دراسته، وإذا أردت لخّص كل الدرس على ورقة واحدة فيما نسميه الخارطة الذهنية، مع التركيز على التعريفات والمفاهيم والتصنيفات والعناوين الرئيسية للبحث، وإذا وجدت شيئًا لم تفهمه بشكل واضح، فاكتبه لتسأل عنه المعلم لاحقًا.

سادسًا: حاول أن تدرس الدرس مسبقًا وقبل أن يقدمه المعلم، وهذه من أفضل النصائح الممتازة، ولو باختصار وقبل وقت شرح الدرس، وحضر للامتحانات قبل وقت كافٍ وليس فقط ليوم واحد قبل الاختبار!

سابعًا: تحل بالصبر والمثابرة {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، ولا تسمح لبعض النزوات أن تشغلك عن هدفك الذي وضعته لنفسه ولما تريد تحقيقه من خلال الدراسة.

ثامنًا: أحسن الاستفادة من الوقت، وخاصة ما يسمى "النوافذ" وهي الوقت القصير بين نشاط وآخر، أو بين درس وآخر، فهذه النوافذ إن جمعناها لبعضها كان منها الوقت الطويل الذي قد لا ينتبه إليه الكثير من الناس.

وأخيرًا وليس آخرا: قم بفرض الوقت، وبمعنى أن أفضل عمل تقوم به وقت الدراسة هو الدراسة، وأفضل عمل وقت الصلاة هو الصلاة، وأفضل عمل وقت التواصل مع الأسرة هو التواصل مع الأسرة... وأعطِ كل حق حقه.

وفقك الله، وجعلك من أصحاب الهمم العالية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً