الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا هادئ وكتوم وإذا تضايقت يضطرب لدي النوم

السؤال

السلام عليكم

أنـا شخص بطبعي هادئ وكتوم، فلو أن أحداً ضايقني بفعل أو كلام لا أرد عليه، بل أصبر وأجامل وأكتم بنفسي، ولو زادت علي الهموم يجيئني تفكير قبل النوم، ولا أستطيع النوم، ولو نمت أنام متأخراً وأستيقظ وأحس أني مجهد طول اليوم!

قرأت في موقعكم حالات مشابهة ووصفتم لهم (تربتزول)، إذا كان هذا الدواء ينطبق على حالتي فما هي الجرعة المناسبة لي؟ وهل يتوفر بصيدليات الرياض أو يصرف بوصفة من طبيب المستشفيات الكبيرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك شخص حسَّاس وخجول، وتنقصك الجُرأة، ولذلك تختزن في نفسك ما يُضايقك ولا ترد، وهذا كله يظهر عندما تأوي إلى الفراش، ممَّا يؤدِّي إلى مشكلة في النوم، فينبغي أن تتدرَّب على أن تتخلص من هذا الخجل، وبطريقة متأنِّية ومحسوبة، حتى لا يكون فيها شيء خارج عن الشخصية.

حاول دائمًا أن تردَّ قدر المستطاع، مرة قادمة قُل مثلاً: (عندما يقول لي شخصٌ شيئًا مخالفًا فإني سأبرز رأياً مخالفاً بطريقةٍ ما)، فيجب أن تحاول الردّ وتُعلي من قيمة شخصيتك بالتدريج، حتى لا تختزن في نفسك هذه الأشياء.

هذا سوف يأخذ وقتًا، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسَّن، وهناك طريقة أخرى: من الأفضل أن تكتب هذه الأشياء في ورقة خارجية، وتكتب الردّ الذي كان ينبغي عليك أن تقوله لذلك الشخص في هذا الموقف، وبعد أن تكتب الأشياء يمكنك أن تُمزِّق الورقة، وهذا أيضًا يُساعدك في التخلص من الأشياء التي بداخلك.

أما بخصوص الـ (تربتزول Tryptizol) والذي يسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) فهو مضاد للاكتئاب ومُهدئ، وقد يُفيد فعلاً في مثل هذه الحالات، إذ هو يُساعد في النوم وفي القلق، وحسب علمي أنه يُصرف بوصفة طبيَّة عادية في المملكة السعودية، إذ يعتبر من الأدوية المُهدئة التي تُسبب الإدمان، والجرعة المناسبة لك: خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً، ولكن أنصحك بأن تأخذه لفترة وجيزة، ولا تستمر في تناوله لفترة طويلة، وعليك أن تُطبق النصائح التي ذكرتها حتى تتخلص من هذه السمات السالبة في شخصيتك، وبعد فترة لن تكون في حاجة لتناول التربتزول.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً