الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بضعف السمع وأسمع أصواتًا غير واضحة، فعلامَ تدل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 21 سنة، ومشكلتي في أذني اليسرى؛ إذا سمعت صوتًا، مثل: صوت مكيف أو أطفال، يظهر لي صوت مزعج، وأسمع صوتًا غير واضح، مثل: الهواء، وأحيانًا لا أسمع إلا شيئًا خفيفًا جدًا.

أقوم بغلق أذني بالقطن لكي أرتاح، وبعد يوم يرجع سمعي طبيعيًا، وبعد ذلك تعود المشكلة، وأحيانًا أغلق أذني لمدة يومين، وهذه المشكلة حدثت لي منذ 5 أشهر أو أكثر.

طبعًا أنا لديّ ضعف شديد في السمع في الأذنين، وأستعمل سماعة طبية، والحمد لله، لكن هذه أول مرة تحصل لي مشكلة في حياتي.

ذهبت إلى أخصائي أذن، وقال لي: أذني سليمة -ولله الحمد- وما أعرف ما هي المشكلة؟

ودكتور آخر قال: هذه حالة نفسية، ولا بد أن تذهب لدكتور نفسي.

وعندما أتوتر، تظهر نفس المشكلة، وأشعر أن لديّ حالة نفسية شديدة، وسأذهب -إن شاء الله- إلى دكتور نفسي.

أرجو أن تساعدوني، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مثل هذه الظاهرة التي حدثت لك نشاهدها بعض الأحيان، ويأتينا بعض الإخوة في عيادات الطب النفسي طلبًا للمساعدة.
هنالك ما يُعرف بالهلاوس السمعية (paracusia)، وهي أن يسمع الإنسان صوتًا، هذا الصوت قد يكون صوتًا بشريًا واضحًا جدًّا، وأن هناك أكثر من شخصٍ يتداولون الكلام فيما بينهم دون أن يراهم الإنسان، أو قد يكون مجرد وشوشة أو إزعاج أو صفير أو شيئًا من هذا القبيل، أو صوت حيوانات... هذه كلها تأتي في نطاق الهلوسة السمعية.

وتوجد درجة أخرى أقلّ، ونسميها بالهلاوس السمعية الكاذبة، وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك، أنك إذا سمعت صوتًا، مثل: صوت المكيف أو الأطفال، وتكون الأصوات مستمرة، ويصدر الصوت المزعج، فتسمع نوعًا من الأصوات غير الواضحة.

هذه -أيها الفاضل الكريم– هلاوس سمعية كاذبة، وليست هلاوس مرَضية، وهي قد تكون مرتبطة مع القلق والوترات في بعض الأحيان.

فالذي أريده منك، هو أن تمارس تمارين الاسترخاء، فهي تفيد كثيرًا جدًّا في مثل هذه الحالات، ونحن في إسلام ويب أعددنا استشارة تحت رقم: (2136015) حول كيفية القيام بهذه التمارين.

عليك أيضًا بممارسة الرياضة، وحاول أن تنام دائمًا على شِقِّك الأيمن، ولا تنسَ أذكار النوم، فالأمر في غاية البساطة -إن شاء الله تعالى-.

هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (نتروبيل Nootropil)، ويعرف علميًا باسم (برايسيتام Priacetam)، يمكنك أن تتناوله بجرعة ثمانمائة مليجرام (حبة واحدة) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، فهذا سيكون مفيدًا في مثل هذه الحالة، ويُضاف إليه دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، ويسمى في المملكة العربية السعودية باسم (جنبريد genprid)، هذا أيضًا لو تناولته بجرعة كبسولة واحدة ظهرًا، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تتناولها لمدة ستة أسابيع يوميًا، ثم تتوقف عن تناوله، أعتقد أن هذا أيضًا سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.

أريدك أن تذهب وتقابل طبيب الرعاية الصحية الأولية، ودعْه يقوم بإعادة فحصك، وتعرض عليه مقترحاتنا التي ذكرناها لك حول الأدوية الموصوفة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً