الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأني سأسقط في الصلاة ولا أستطيع الوقوف فيها.. ساعدوني

السؤال

أعاني من قلق واكتئاب، وأجد صعوبة في الذهاب للمسجد والصلاة فيه؛ لأني أشعر بأني سأسقط، وأشعر بأني لا أستطيع الوقوف الكثير على قدمي، وزيادة القلق والرغبة في قطع الصلاة من شدة القلق، فهل يوجد لي رخصة أن أقوم بالصلاة في المنزل؟ أنا أفضل ذلك؛ لأني أكون مطمئنًا جدًا.

لا يوجد لدي قلق وخوف من السقوط، وأشعر بأن ذلك أفضل؛ لأنه لا أحد يسمعني ولا يراني، وأنا أمام الله أقول ما في نفسي، وأدعو بما أتمناه ويكون ما بيني وبين الله لا أحد يراه ولا يسمعه، فما رأيكم في هذا؟

هناك صعوبة في الحصول على بعض الأدوية في مصر، فماذا أفعل؟ فدواء فلوناكسول Flunaxol، أخبرني الصيدلي بأنه تم إيقافه ولا يوجد في مصر الآن، ودواء اندرال 40 موجود، ولكن لا يوجد اندرال LA، ولكن إندرال فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وكما أشرنا سلفًا - أيها الفاضل الكريم – الذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف الاجتماعي، وهذا يمكن علاجه تمامًا، فلماذا تحرم نفسك من صلاة الجماعة وأنت تعرف فضلها؟! ولا يمكن للإنسان أن يُعالج مثل هذه العلة من خلال التجنب؛ لأن تجنب الموقف يؤدِّي إلى تجنب مواقف أخرى، يعني أنك بعد فترة إذا لم تذهب وتُصلي صلاة الجماعة سوف تجد نفسك أنك قد انزويت، وقد ابتعدت من كل شيءٍ يتعلق بأي نوع من التجمُّعات.

أنا أقول لك - أيها الفاضل الكريم -: يجب أن تذهب للصلاة مع الجماعة، وتُصلي حتى في الصف الأول، هذا نوع من التعريض، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي شيءٍ، لن تسقط أبدًا، لا أحد يستخفَّ بك أو يستهزئ بك في المسجد، وشعورك هذا –شعور بعدم القدرة على الوقوف لفترات طويلة – هو شعور خاطئ تمامًا، والرغبة في انقطاع الصلاة لن تحدث، أي أنك لن تصل لهذه المرحلة أبدًا.

قاوم، وحقّر الفكرة، واستمر في الصلاة، ويجب أن تُعظم صلاة الجماعة في داخل وجدانك وكيانك، فهذه قيمة عظيمة، والإنسان حين يستدرك قيمة الأشياء تتحسَّن لديه الدافعية من أجل الإنجاز.

أيها الفاضل الكريم: مضادات الخوف الاجتماعي كثيرة، وهي موجودة، وهي فاعلة جدًّا، يأتي على رأسها عقار يعرف تجاريًا باسم ( مودابكس Moodapex )، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت Zoloft)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهناك عقار أيضًا يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، أدوية مفيدة وفاعلة، وذلك بجانب العلاج السلوكي الذي يقوم على مبدأ المواجهة.

بالنسبة لسؤالك الآخر حول عقار (فلوناكسول Flunaxol): إذا لم يُوجد الفلوناكسول، فإنه توجد له بدائل، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا وعلميًا باسم (موتيفال Motival)، وهو متوفر في مصر.

أما بالنسبة لـما يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) إن لم يوجد إندرال LA، فيمكنك استعمال الإندرال العادي، وفي حالة الإندرال العادي يجب أن تُقسَّم الجرعة إلى جرعتين في اليوم، أي يتم تناولها صباحًا ومساءً.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
+++++++++++

نسأل الله لك العافية والشفاء.
صلاة الجماعة – أيهَا الحبيبُ – واجبة، ولكنها لا تجب في المسجد عند أكثر العلماء، ولكن في الذهاب إلى المسجد زيادة أجر وتحصيل فضيلة، فإذا كان يشق عليك الذهاب للمسجد فصلِّ في البيت، واحرص على أن تكون صلاتك في البيت جماعة مع أحدٍ من أهل البيت، ثم إذا أردتَّ أن تنفرد بعد ذلك بالصلاة النافعة فافعل، فإنها أفضل حين تكون بعيدة عن عيون الناس، فتناجي ربَّك كما تُحب، أما في صلاة الفريضة فاحرص على الجماعة ما دمت تقدر على ذلك، وهو أمرٌ سهلٌ يسيرٌ بإذن اللهِ.

نسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً