الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والهلع والتوتر، فما سبب هذه الأمراض؟ وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

أولا: شكرا لكم على سعة صدوركم وإجابتكم على استشارتي رقم 2291040، وقد أشرتم أن هناك بعض المعلومات التي تنقصكم، عمري 21 عاما، وأنا ما زلت طالبة، ولا أعاني من أي ضغوط خارجية، فمستواي المادي والدراسي جيد، ولكني أعاني من ضغوط داخلية نتيجة للقلق الذي أشعر به، ولا أعرف سببه، فلدي قلق دائم على وضعي الصحي، وأشكو من الأعراض التي ذكرتها في استشارتي السابقة.

الموضوع في البداية بدأ بأني في يوم كنت خارج المنزل وشعرت بضيق تنفس شديد، ودوخة وذهبت إلى الطوارئ وقالوا: أني لا أعاني من شيء، ومنذ ذلك اليوم بدأت معاناتي مع أعراض الهلع التي كانت تلزمني البيت مثل ضيق التنفس، وجفاف الحلق، والدوخة، والاختناق وقرأت عن المرض في موقعكم، وبدأت أعالج نفسي بدون الذهاب إلى طبيب، أو تناول دواء، وبالفعل خفت الأعراض كثيرا، ولكن بدأت أعراض التوتر في الظهور، بدأت أولا بألم في القلب ودوخة فشككت بمرض القلب، وأجريت فحص الإيكو وكان سليم -والحمد لله-، ولكني عدت للشك أن الإيكو غير كاف، وأنا لم أجرِ فحوصات أخرى للقلب غيره، وظلت قبضة الصدر مستمرة، وتأتيني نوبة هلع كل فترة طويلة ولكن بأعراض مختلفة عن السابق وأكثر تطورا مثل الأعراض التي ذكرتها في استشارتي السابقة، من تنميل في اليد، وثقل الرأس، والدوخة المستمرة، وهذه الأعراض مستمرة عندي أغلب الوقت ولكنها تشتد أحيانا لدرجة لا تحتمل، وفي بقية الوقت تكون خفيفة ولكنها لا تذهب أبدا.

آسفة على الإطالة، ولكن هل حقا حالتي نفسية؟ وما هو العلاج المناسب لهذه الأعراض المزعجة؟ وأيضا أريد أن أعرف ما هو تطور أعراض اضطراب الهلع؟ وهل ينطبق على حالتي؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الإجابة على تساؤلاتنا، وطبعًا نستفيد أنك طالبة، وعمرك واحد وعشرون سنة، وهذا هو سِنِّ القلق والتوتر وتحقيق الذات، وواضح أنك تعانين من أعراض قلق وتوتر، أعراض جسدية أعراض نفسية، كلها ناتجة عن القلق، وليس هناك سببًا عضويًا لذلك.

أمراض القلب لا تكون في هذه السن المبكرة، وما تشكين منه ليست أعراض مرض القلب، بل هي أعراض واضحة للقلق والتوتر النفسي، ولذلك أول شيء أدعوك إليه هو: التوقف عن إجراء الفحوصات وتكرارها، هذا يُسبب نوعًا من القلق والشكوك.

ما تعانين منه هو قلق وتوتر نفسي، وهو اضطراب نفسي واضح، والهلع أيضًا نوع من اضطرابات القلق النفسي، ولا يتطور إلى مرض خطير، ولكن طبعًا إذا لم يتم علاجه فصاحبه يُعاني، وقد يحدث له اكتئاب نفسي، ولذلك أنصحك بالعلاج النفسي، وكما ذكرتُ لك في استشاراتك السابقة صِرتُ أكثر يقينًا بأنك تحتاجين إلى علاج نفسي، يُفيد في علاج القلق والهلع.

ويُناسبك -إن شاء الله تعالى- دواء (سبرالكس Cipralex) (استالوبرام Escitalopram) كما أشرتُ في إجابتي السابقة، عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة يوميًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وإن شاء الله تعالى سوف تشعرين بالتحسُّنِ خلال ستة أسابيع إلى شهرين، وحتى بعد زوال الأعراض تمامًا أنصحك بالاستمرار في تناول السبرالكس لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى لا تعود تلك الأعراض كما حصل في المرات السابقة، وتمارسين حياتك ودراستك بصورة طبيعية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً