الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يفعل أو يقول من غلبه الدين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد: لدي مشكلة ولا أدري كيف أقولها، ولكن ليس هناك شخص أستطيع أن أحكي معه، ولكن بسبب تعبي نفسياً وجسدياً قررت أن أحكي معكم، وأترقب نصيحة منكم، فاسمحوا لي أن أعرفكم بي.

اسمي أحمد، شاب في العشرينات، حياتي ليست جيدة جداً، لدي إخوة أصغر مني بكثير، وقد كان لي أخ أكبر مني، ولكن قد توفاه الله تعالى، وأبي وأمي موجودون والحمد لله، حدثت بعض الأشياء جعلت حياتنا ليست مستقرة، وأخطأنا في أشياء كثيرة.

من ضمن هذه الأشياء أن أبي وأمي قد أخذوا قرضاً من البنك (100) ألف جنيه، وهم كانوا مع بنك آخر، وذلك كي يفعلوا لي عملية في قدمي؛ لأنها قد انكسرت، وكانت تكلفتها (55000) غير باقي المصاريف، والآن لا يستطيعون أن يدفعوا شيئا، وقد رفعت عليهم قضية، ولا أعرف ماذا أفعل!

أحس بأني السبب في هذا، وأفضل أن أموت ولا أن يحصل هذا، وأنا في حالة نفسية لا أستطيع أن أصفها لكم؛ لأني غير قادر على وصفها بكلامي هذا، ولكن لست أدري ماذا أفعل، فأنا في المدرسة وإخوتي، فهل أترك التعليم وأعمل كي أسدد شيئا من القرض؟

إذا تركت التعليم وعملت فلن تكفي فلوسي لقرض واحد، فأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا، وقد فكرت كثيراً أن أنتحر، ولكن كنت أتراجع خوفاً من الله.

انصحوني وأرشدوني لطريق يخرجنا من هذا، علماً بأنه لا أحد يريد أن يساعدنا، لا من أهل أمي ولا من أهل أبي، كلٌّ منهم يقول: نحن فينا ما يكفينا، وأخاف أن تسجن أمي، أو يسجن أبي، ولا أدري ماذا أفعل!

أرجو الرد بسرعة؛ لأني فعلاً لا أدرك ماذا أفعل.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يعين والديك، وأن يبارك لكم في المال، وأن يعينكم على طاعته ويحقق الآمال.

رحم الله شقيقك، وأصلح لك حالتك وصحتك؛ لتكون سنداً بعد الله لوالديك، وعليكم ببذل الأسباب، ثم الدعاء، ولا تفكر في الانتحار؛ فإنه يوصل إلى غضب الله والنار، ويجلب لوالديك الأتعاب، وإذا جاءك الشيطان بالأفكار السالبة فتعوذ بالله من شره، وانتهِ وانصرف لمواضيع نافعة، واطرد الشيطان بالتلاوة والأذكار.

هذه وصيتتا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وثق بأن والدك لن يندم حتى لو دفع أموال الدنيا من أجلك، وكل ما حصل ويحصل من تقدير الله؛ فالكون ملك له سبحانه، ولن يحدث فيه إلا ما أراده؛ فاشغل نفسك بالطاعات، وتوجه إلى رب الأرض والسموات.

قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من غلبه الدين بأن يتعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، ونوصيكم بالإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز وذكر واستعانة، وأكثروا من الاستغفار فإن الله قال لأهله: {ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً}، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله ومصطفاه؛ ليكفيكم الله ما أهمكم ويغفر ذنبكم ويقضي دينكم.

نكرر لك الشكر، ونتمنى أن يستمر تواصلكم، وأن نسمع عنكم كل الخير.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً