الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بزميلتي ولا أستطيع الزواج حاليا، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أحب زميلتي -معي في الكلية-، وصارحتها بحبي ونيتي في الارتباط بها رسميا، لكن ظروفا خاصة ودراسية تمنع الارتباط حاليا، وأنا متعلق بها، ولا أتخيل أن يومي يمشي من دونها، وأدعو ربنا دائما أنها تكون من نصيبي.

هي عرّفت أهلها بي، وأنا أتعب تعبا شديدا عندما تبتعد عني، أو تحصل مشكلة، ولا أستطيع أن أتحكم في أعصابي! وهذا أثر على مستوى الدراسة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجوابا على استشارتك أقول: نصيحتي لك -أيها الولد المبارك- أن تهتم بدراستك وتحصيلك العلمي، فتفكيرك بموضوع الزواج في هذه المرحلة سيشتت ذهنك، وسيؤثر على تحصيلك العلمي، وهذا ما تشتكي منه، وكم أتمنى ألا تقتنع بالبكالوريوس، بل تنطلق للدراسات العليا.

- أنت تفكر الآن بالزواج بالعاطفة المجردة، ولم تفكر بعقلك، فلا تزال العراقيل أمامك -كما ذكرت- فهناك ظروف خاصة لم تفصح عنها، وإكمال الدراسة، ولا ندري في أي سنة أنت، وكم بقي كي تنتهي من الدراسة؟

- لم تخبرنا هل تبادلك هذه الفتاة نفس الشعور أم أنها لم تخبرك بشيء؟ ولا ندري هل سيوافق وليها على أن تتزوج بك؟ وهل سيوافق أهلك على ذلك أم أنهم سيقفون في وجهك؟ فلمَ تعلق نفسك بأمر والعوائق بين يديك كثيرة؟!

- إن كنت تريد الارتباط بها، وكانت موافقة؛ فاخطبها رسميا من أهلها، وأجلوا الزواج إلى ما بعد التخرج، وبهذا سيرتاح قلبك، ولن يتشتت ذهنك، ولكني أنصحك بأن تكون معاملتك وكلامك معها بحسب الحاجة فقط؛ لأنها لا تزال أجنبية.

- إن لم تتمكن من خطبتها فاصرف نظرك تماما عن هذا الموضوع، واترك الأمر لله، فإن كانت من نصيبك فلن تتزوج بغيرك.

- الزواج رزق مكتوب يأتي وفق قضاء الله وقدره؛ فلا يفوت بالترك، ولا يأتي بشدة الحرص، فمن كانت من نصيبك فستتمكن من الزواج بها -وإن وضعت أمامك كل العراقيل-، ومن ليست من نصيبك فلن تستطيع الزواج بها ولو قامت الدنيا كلها معك، وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

- احرص على أن تتوفر فيها الصفات التي يجب أن تتوفر في شريكة حياتك، وأهمها الدين والخلق، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

- قولك إنك (متعلق بها، ولا تتخيل أن يمشي يوم من غيرها، وتتعب جدا لما تبتعد عنك أو تحصل مشكلة) هذا -يا ولدي- هو التعلق والعشق المحرم الذي لا يجوز أن تقع فيه، فليكن قلبك متعلقا بالله، فماذا ستفعل لو لم تكن من نصيبك؟ وهل عقمت النساء أن يلدن مثلها أو أفضل منها؟ إنني على يقين أنك لو بحثت وفتشت ستجد ذلك.

- تضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يرزقك الله الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة.

وفقك الله، وسددك، وكتب لك الخير والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً