الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالتقصير تجاه ربي.. كيف أحس بالراحة والطمأنينة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

الله يجزيكم الخير على ما تقومون به، ويبارك فيكم ولكم، ويبارك لكم في ذرياتكم.
لي بعض الأسئلة، المرجو منكم إجابتي عليها -جزاكم الله خيرًا-.

1ـ ما هي الواجبات التي يجب على الفرد القيام بها لكي يكون عبدًا متقربًا لخالقه؟ هل الصلاة والصيام والصدقة والاستماع للقرآن كافية؟

2ـ ما هي الأذكار التي يجب قولها صباحًا وكذلك مساءً؟ لأنني وجدت صيغًا كثيرة ولا أعرف ما هي التي يجب قولها.

3ـ هل الله يغفر لنا زلاتنا ونزواتنا؟ مع العلم أني لم أدخن، ولم أشرب الخمر، ولم أقرب امرأة، ولكني خائف من عقاب الله وغضبه مني في تقصيري في الصلاة، وعدم الصلاة مع الجماعة دائمًا، وبعض المرات من المشاجرات مع أحد ما فأقول إنه لن يسامحني.. وأسئلة من هذا القبيل.

خلاصة القول أحس أنني مقصر، فكيف أحس بالراحة الداخلية وعدم الخوف مما بعد الموت والحساب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الهدوء والسكينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلنا وإياك من صالح المؤمنين.

وبخصوص ما ورد برسالتك من سؤالك الأول: ما هي الواجبات التي يجب على الفرد القيام بها ليكون عبدًا متقربًا لخالقه؟ وتقول: هل الصلاة والصيام والصدقة واستماع القرآن كافية؟

ممَّا لا شك فيه أن هذه الأشياء التي أشرت إليها تأتي على رأس الأشياء المطلوبة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، والصدقة والصيام من أركان الإسلام، كما ورد في كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُني الإسلام على خمس: شهادِة أن لا إله الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، ولكن هناك أعمال أيضًا على قدر كبير من الأهمية، تحتاج من المسلم أن يحرص عليها، وذلك كـ (بر الوالدين وصِلة الأرحام).

كذلك أيضًا ترك المحرمات التي حرمها الله تبارك وتعالى وترك الكبائر، فهذه أيضًا من الأشياء المطلوب من الإنسان أن يقوم بها.

هناك أمور كثيرة حقيقة، ولكن الله تبارك وتعالى قال: {فاتقوا الله ما استطعتم} والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم) فعليك أن تجتهد في تنفيذ أوامر الله تعالى وأوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- على قدر استطاعتك، الذي تستطيعه تحرص عليه، ولا تتركه، والذي لا تستطيعه تسأل الله تبارك وتعالى أن يغفره لك وأن يتوب عليك فيه، هذا فيما يتعلق بالسؤال الأول.

أما السؤال الثاني: الأذكار، ممَّا شك فيه أن هناك أذكاراً صحيحة ثابتة في السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتستطيع أن تدخل على الإنترنت وتكتب في محرك بحث (الأذكار الصحيحة من الكتاب والسنة) ستأتيك أشياء كثيرة -بإذن الله تعالى- صحيحة، وهناك مئات المطويات والكتب فيها أذكار خاصة فقط من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس فيها كلام من كلام المشايخ أو العلماء أو الدعاةِ، وبعض الأدعية موجودة من القرآن الكريم. فإذًا من السهل أن تصل لهذه الأشياء، كلُّ ذكرٍ تجد آية من كلام الله تعالى أو تجد حديثًا من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بشرط أن يكون مُخرَّجًا تخريجًا صحيحًا فعليك أن تلتزم به، وما سوى ذلك لا تشغل بالك بها؛ لأننا عندنا عشرات من الأذكار موجودة صحيحة، وهي تُغنينا وتكفينا عن الأذكار التي يضعها بعض المشايخ لأتباعهم أو لمريديهم.

تقول: هل يغفر الله لنا زلاتنا ونزواتنا؟
نعم، ممَّا لا شك فيه أن العبد لو أذنب مهما كان ذنبه وسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر له لغفر الله تبارك وتعالى له، فإن الله تبارك وتعالى قال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، ويقول الله تبارك وتعالى أيضًا: {إنما التوبة على الله للذين يعمون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الندم توبة) ويقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ويقول: (من تاب تاب الله عليه).

فإذًا عليك - بارك الله فيك - أن تجتهد في هذه الأشياء، وأن تحرص عليها، وأن تترك المعاصي، وأن تجتهد في القيام بالأعمال الصالحة التي يغفر الله بها الذنوب ويستر بها العيوب، إضافة إلى كونها تنفيذًا لأوامر الله تعالى.

ابتعد عن المعاصي وتجنب وسائلها بكل ما أوتيت من قوة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنزل الله عليه قوله: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

فإذًا على المسلم أن ينتهي عمَّا نهاه الله ورسوله، وبذلك -بإذن الله تعالى- سيكون من أهل الجنة، ولن يُخزيه الله تبارك وتعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • khadija maroc

    chokran 3ala lmajhoudat lati ta9oumouna biha jazakom lah khayran

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً