الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر برجفة في قلبي ورعشة وسخونة عندما يسألني أحد.. أفيدوني

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب عمري 17 عامًا، في الصف الثالث الثانوي، -الحمد لله- أواظب على الصلاة، وأجتهد في دروسي، ومنظم وقتي بشكل جيد، وأعامل الناس بكل احترام وأدب.

الحمد لله عندي مشكلة تراودني منذ فترة، أذاكر دروسي كالمعتاد، ولكن طرأت عليّ هذه الأيام مشكلة، وتتلخص في الآتي: عندما يسألني أي أحد سؤالا أشعر برجفة في قلبي ورعشة، وسخونة في جسدي، حتى ريقي يجف، ولا أستطيع الجواب، وكأن عقلي توقف عن العمل حتى أن الأستاذ عندما يسألني في الدرس، وأكون قد ذاكرته وفهمته فهمًا جيدًا لا أستطيع الجواب بسبب حدوث ما تقدم ذكره.

وفي بعض الأحيان عندما أذاكر درسًا ما، ثم أعود إليه بعد مدة قليلة لا أستطيع تذكر شيئًا مما ذاكرته حتى الأمور التي استنتجتها ودونتها في ملاحظات عندما أقرأها ثانية أشعر وكأنني لأول مرة أقرأها، ولا أعرف عنها شيئًا.

مع العلم أني قبل ذلك لم يكن يحدث معي هذا الشيء، ولكنه أمر طرأ فجأة، وكنت أظنه سيمضي بعد فترة، ولكن طال الأمد، ولم يحدث أي تطور، بل ازدادت الأمور سوءاً.

وأحاول الآن بكافة السبل أن أتخطى هذه المشكلة وأصبحت أمور أخرى تراودني، ولكني خائف من الشعور باليأس والقنوط، وفقدان الثقة في نفسي، وهذا سيفضي بي إلى ترك العلم والتعليم.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ابننا العزيز أولاً: الحمد لله على حرصك على النجاح -والحمد لله- على طموحك العالي، ورغبتك الجادة في تحصيل العلم.

بما أنك تملك المقومات الأساسية للنجاح، فتحتاج فقط لتنظيم الوقت، وزيادة الثقة بالنفس لتزداد الدافعية للمذاكرة والتحصيل الجيد.

وأما موضوع القلق والخوف من عدم النجاح، فنقول لك القلق المحمود هو الذي يعمل كمحفز ودافع للإنجاز والأداء الجيد، أما القلق غير المحمود هو الفائق عن الحدود، والذي يعمل كمثبط للأداء الجيد؛ لذلك حاول ضبط درجة القلق في الحدود المعقولة بعدم تهويل الأمور وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، وتذكر دائماً أن التوفيق بيد الله، وعليك أن تعمل بالأسباب، وللتغلب على المشكلة نرشدك بالآتي:

- التزم بفعل الطاعات وتجنب فعل المنكرات لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ، فإذا كنت مع القوي فستكون -إن شاء الله- أقوى، ولا تخف من شيء مخلوق.

- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة ومارسها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين.

واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

- حاول أن تضع لك برنامجاً تدريبياً يومياً تقوم فيه بتحضير مادة معينة أو درساً معيناً وقم بإلقائه في غرفةٍ خالية ليس بها أحد، أو بها من تألفهم، ولاحظ على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة وقم بتسجيلها أو تسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعر بها في كل مرة، واجعل لها مقياسًا من (1 إلى 10)، حيث أن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهد في كل مرة أن تنخفض هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة بالنفس.

وفقك الله تعالى، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً