الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من المرض وأشعر بآلام وأعراض مختلفة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم على الموقع الجميل.

أنا شاب عمري (26) وزني (77) وطولي (159)، متزوج ولدي طفل. منذ سنة وأنا أعاني ألما في الكتف الأيسر، وأحيانا في الظهر في الجهة اليسرى، وأحيانا في الصدر أسفل الكتف، أشعر بضيق خفيف في النفس، وكذلك عند الجماع في الليل أشعر بالألم في الصدر، وأضطر للتوقف قليلا حتى يخف الألم وأكمل الجماع، وألم الكتف يأتي وقت النوم، وأحيانا أثناء الأكل، ويستمر من نصف ساعة إلى ساعة، ويوقظني من النوم أحيانا فأضطر للخروج والمشي قليلا حتى يروح الأم.

أحيانا أعاني من مشاكل في الهضم والقولون، وأنا شخص متوتر، أتوتر دائما، وقلق، وأخاف من المستشفى، ومرة ذهبت للمستشفى، وأول ما دخلت زادت عندي ضربات القلب، وارتفع الضغط، وعملوا تخطيطا للقلب، وتحليلا، وكانت سليمة -ولله الحمد-، والأعراض كانت نتيجة الخوف.

أعاني كذلك من زيادة ضربات القلب بعد الأكل، ورحت للمستشفى وعملت تخطيطا وتحاليل، وكانت سليمة. وتشجعت ورحت للمستشفى قبل شهرين بسبب الألم، وكشف علي الدكتور، وقال: بسبب العضلات. وأعطاني حبوب (ريلاكسون) ودهان مفاصل، لكن الألم باق.

عند كتابتي للرسالة توترت، وشعرت بالألم، ولدي خوف شديد من الأمراض وخاصة أمراض القلب.

أفيدونا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجمل القول: نستطيع أن نقول: إنه بالفعل لديك درجة متوسطة من القلق والتوتر تؤدِّي إلى انشدادات عضلية في بعض أجزاء الجسم؛ ممَّا يجعلك تحسّ بالآلام خاصة في منطقة القفص الصدري من الجهة اليسرى، وتخوّف الناس من أمراض القلب يلعب دورًا أساسيًا، وعلى مستوى اللاوعي، وهذا الدور يظهر في شكل تخوف الناس من هذه الأمراض القلبية التي انتشرت، وتظهر هذه الآلام والانقباضات العضلية من النوع الذي تحدثتَ عنه.

وأنت لديك قلق مخاوف: الخوف من الذهاب إلى المستشفيات، وتسارع ضربات القلب، وارتفاع الضغط حين تكون متوجِّهًا للمستشفى، هذه ظاهرة معروفة جدًّا.

الأمر في غاية البساطة -أخِي الكريم- هذه الأفكار يجب ألا تقبلها، هذه الأفكار يجب أن تُحاربها، أن تُحقِّرها، وأن تذهب للمستشفيات لزيارة الناس، ولإجراء الفحوصات الدورية مرة كل ستة أشهر مثلاً.

بالنسبة للجماع: تعامل مع الأمر بكل تلقائية، ولا تُفكر في هذه الآلام كثيرًا؛ لأن التفكير فيها يستجلبها.

أنت محتاج لتمارين رياضية مكثَّفة جدًّا، ابدأ تدريجيًا، ثم ارفع المعدَّل. إجراء التمارين الاسترخائية مهم جدًّا، ولذا ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وتُطبِّق ما ورد بها من إرشاد، وسوف يفيدك كثيرًا جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: اشغل نفسك بما هو مفيد، وفكِّر فيما هو جميل لديك، ولديك الكثير ممَّا هو جميل. إذًا تغيير الفكر ليكون فكرًا إيجابيًا والتحكُّم في الوقت ليكون وقتًا إنتاجيًا من أكثر ما يصرف انتباه الناس عن أعراضهم النفسوجسدية (سيكوسوماتية Psychosomatic) من النوع الذي تعاني منه.

أيها الفاضل الكريم: تابع مع الطبيب، وأعتقد أن تناول أحد مضادات قلق المخاوف سوف يفيدك كثيرًا، دواء مثل (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) يمكنك أن تبدأ به، والسعودية بها منتج ممتاز يُسمَّى بـ (جنبريد genprid)، الجرعة هي خمسون مليجرامًا صباحًا، وخمسون مليجراما مساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسون مليجرامًا -أي كبسولة واحدة- لمدة شهرٍ آخر في الصباح، ثم توقف عن تناوله، سوف يفيدك كثيرًا في علاج الأعراض التي تشتكي منها، وواصل في تناول الدواء الذي وصفه لك الطبيب، وحاول أن تعيش الحياة بصورة طبيعية، ولا تُوسوس حول الأمور البسيطة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً