الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحدد موقفي من هذا الشاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، عندما كنت في المرحلة الثانوية كان لي زميل يحبني حب المراهقين، ولم أكن مقتنعة بهذا الحب، وكنت أرفض تلك العلاقة، وأقول له: إنني لا أرغب بالحديث مع الشباب دون علم أهلي احتراماً لهم. وكنت أتميز بأنني أكثر صديقاتي عقلانية، حتى من هن أكبر مني سناً، وكنت أقنع من يحاورني برأيي، ولكن كانت مشكلتي عدم ثقتي بنفسي.

عندما أحبني ذلك الشاب عادت لي ثقتي بنفسي، رغم رفضي لتلك العلاقة، وكان يحترمني كثيراً، ويعاملني كالأميرة، وينظر لي نظرة إعجاب كبيرة تختلف عن نظرته لبقية البنات، دون أن يضغط علي بشيء، مما جعلني أحبه بدايةً.

أنهى المرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث وهو ما زال يحبني، وأنا أشك في ذلك الحب، ثم دخلنا الجامعة، واكتشفت الكثير من الأشياء الجديدة في شخصيته، كشربه للسجائر والشيشة، ومقابلاته مع صديقاتي البنات دون علمي، وعندما واجهته بذلك، قال: إنه يتجنب زعلي، مع أننا تعودنا على الصراحة، وكنا أصحااباً قبل الحب، واكتشفت أنه شخص مغرور وعنيد جداً، ويقبل على نفسه أشياءً لا يقبلها علي، مع أنني أثق بأنه إنسان جاد.

تكلم مع إخوتي لكي يتقدم لخطبتي، كنت أكلمه عبر الواتس أب ولا يرد علي، رغم أنه يكون متصلاً، وأصبحت علاقتنا يشوبها الملل، ولم تعد بشغف كالسابق، وجميع الكلام الذي كان يقوله لي لم ينفذ منه شيئاً، فكان يقول لي: لن يخونني، ولن يشعر بالملل من علاقتنا.

نحن الآن في السنة الجامعية الثالثة، وقد وعدني بترك السجائر والشيشة في نهاية الفصل الدراسي، ولكنني لا أستطيع الاستمرار معه، وأفكر فيه يومياً وأبكي للحال الذي وصلنا إليه، وهناك الكثير من التفاصيل لم أذكرها لكم، كقوله لي برغبته في الزواج لأنه يريد أن يقبلني، وغير ذلك.

هل علاقتنا صحيحة؟ وهل هي حب مراهقة أم تعود؟ وهل أضحك على نفسي وأكمل مشواري معه، أم أتركه لعدم ارتياحي له وأكسب نفسي؟

كلها أسئلة أرجو منكم الإجابة عليها، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ amy حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهدي الشباب إلى العفاف والحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا بد من إيقاف العلاقة حتى يتم وضعها في إطارها الشرعي، ولا ننصح بالقبول به إلا إذا تاب عن السجائر والتعامل مع البنات، وعليه إذا أرادك أن يأتي إلى داركم من الباب، وأن يقابل أهلك الأحباب، ويأتي بأهله ليحصل التعارف بين الأسرتين؛ لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين أسرتين، وربما قبيلتين.

وسوف يكون هاهنا أخوال وخالات، وفي الناحية الأخرى أعمام وعمات، ونتمنى أن يحرص أهلك على السؤال عنه، ومن حقه أن يسأل عنكم، ونوصيك بالمحافظة على ما كنت عليه من الحرص، بل ينبغي أن توقفي العلاقة، لأن نوعية الكلام الذي يقوله لا يصلح إلا بين زوجين، وإذا لم تتأثري اليوم فإننا نخاف عليك غداً، ولا نريد أن تكون البدايات فيها مخالفات، لأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولا نستطيع أن نقول: إن الذي يحصل حب، بل هو في الحقيقة إعجاب، وله علاقة بالمرحلة العمرية، وبالفترة الدراسية، وأحسن اختبار لصدقه يكون بمطالبته بأن يأتي بأهله ويطرقوا الباب، وهذا مما يضمن صدقه، ويؤكد مباركة وموافقة أهله، ويكسبك ثقة أهلك، والأهم من ذلك هو إرضاء الله والتمسك بشرعه الحنيف، الذي ينظم علاقة المرأة بالرجل بطريقة تضمن كرامة المرأة، وتجعلها مطلوبة عزيزة، بل تجعل الرجل يقدم صداقاً يدل على صدقه.

فتوبي لله، وضعي نفسك كمسلمة حيث أرادك الله، واعلموا أن الحب الشرعي الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد قوة بالتعاون على البر والتقوى، والمؤمنة تعمر قلبها بحب الله، وتنطلق في محابها من حب الله وشرعه، فتحب ما يحبه، وتسير على هدى وخطى وتوجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل أمورها، ونحيي الدوافع التي حملتك على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير تم يرضيك به، ونسعد بتواصلك ونكرر لك الشكر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً