السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 23سنة، وأعاني من حب الشباب منذ 14 سنة تقريباً، وبشرتي دهنية، وكلما تعرضت لأشعة الشمس تنصب مني زيوت في وجهي، وتتسبب في ظهور حبوب في وجهي، وأعاني من الحبوب التي تسمى (microkystes )، وهي حبوب تأخذ لون الجلد، وفيها سائل أصفر ذو رائحة كريهة إذا ما قمت بإفراز السائل.

الآن بدأت أتناول دواء اسمه العلمي isotrétinoîne باستشارة الطبيب.

سؤالي لحضرتكم: هل فعلا هذا الدواء من وظائفه القضاء على هذا النوع من الحبوب خاصة، وليس حب الشباب؟ لأنني أريد أن أعلم ذلك، وخاصة أن الدواء مكلف، ولا أريد أن أضيع مالي ووقتي ونفسيتي؛ لأن الدواء ربما سيقضي على الحبوب الحمراء الملتهبة التي تظهر في وجهي؛ لأن هذا من وظائفه.

لكن الأمر الذي يقلقني، وأحتاج استشارة من سيادتكم هو أني قرأت على النت أن هذا الدواء لا يقوم بهذا الدور، والطبيب قال ستزول به، وأنا الآن في شهري الثاني، ووصف لي برفقة هذا الدواء أقراص CORTANCY ملغ 5، تناولت 3 حبوب في الخمسة الأيام الأولى، وحبتين في الخمسة الأيام الأخرى، وحبة في الخمسة الأيام الأخرى.

أريد معرفة هل فعلا هذا الدواء يساعد على القضاء عليها، أو ما دوره فعلا؟

وطلب مني الطبيب أن أرجع إليه بعد مرور شهرين ومعي التحاليل، والجدير بالذكر أنه بعد انتهاء شهرين سأكون قد استعملت الدواء لثلاثة شهور، وآنذاك سأقوم بأول تحليل لي.

وشكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض -هل محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر والأكتاف والصدر-؟

ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارًا أو ندوبًا؟

العلاج لا بد أن يكون ممتدًا وفعالاً وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى.

عقار الـ Isotrtinoin هو مشتق من فيتامين أ، وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبًا وآثارًا بالجلد بعد الالتئام، وله العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب: Nodulocystic acne.

ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج بالأخص، وقد يعطيك الطبيب كتيبًا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.

ويجب عمل فحص معملي مبدئي قبل البدء في العلاج ليكون مرجعًا تقارن به القيم المختلفة للتحاليل في الفحوصات الدورية التالية، وأفضل أن يتم عمل فحص بعد أسبوعين من تناول العلاج ومراجعة القيم وإذا لم يكن هناك تغييرات فيتم إعادة الفحص بعد شهر، ثم كل شهرين بعد ذلك.

وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج، فيجب أن تتناوله بالجرعة والمدة المقررتين، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود الـ 6 أشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرًا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد.

في حالتك تحديدًا أتصور من خلال الوصف وجود حبوب، أو رؤوس بيضاء صغيرة، وإذا كانت تلك هي المشكلة فقط، فيمكن التخلص منها بإجراء جراحي بسيط لتنظيف الجلد واستخدام كريم لتنظيم تقرن الجلد لفترات طويلة حتى لا تعاود الظهور مرة أخرى، ويكون العلاج المذكور ليس هو الاختيار السليم في حالتك.

أما إذا كانت تلك التكيسات الصغيرة أو الرؤوس المذكورة جزءًا من المشكلة، ومصحوبة بإصابات أخرى ملتهبة كما ذكرت، وزيادة في إفرازات الدهون بشكل كبير، ويوجد استعداد لظهور ندب وعدم استفادة من العلاجات التقليدية بعد استخدامها بالشكل الصحيح لفترات طويلة؛ فهنا سيكون العلاج المذكور مفيدًا بشكل كبير، وسوف تلحظ تحسن -إن شاء الله-.

وقد تحتاج تلك الرؤوس لإجراء بسيط للتخلص منها قبل البدء في العلاج، أو على حسب تقييم الطبيب، وقد تتفاقم الحالة، وتكون هناك زيادة في شدة الإصابات بعد تناول العلاج بفترة قصيرة نسبيًا، وبالأخص في حال وجود الرؤوس البيضاء بكمية كبيرة، ولذلك وصف لك الطبيب دواء الكورتيزون بالفم، ولا أنصح بتناوله بشكل وقائي دون حدوث التهاب؛ لأن الالتهاب لا يحدث في كل الحالات، ويمكن محاولة السيطرة عليه بالمستحضرات الموضعية في البداية.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.