الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل نفسية ولا أستطيع النوم لفترة متواصلة

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 عاماً، طالب بالجامعة، أعاني من مشاكل نفسية، لا أستطيع النوم لفترة متواصلة، نوم متقطع، وأحتاج وقتاً طويلاً للنوم.

عقلي الباطن لا يقف عن التفكير، حتى خلال اليوم نحو شهرين، أخاف من المستقبل وأني سأموت أو يموت أحد أفراد عائلتي، حتى في لحظات السعادة والفرح تأتيني أفكار أني سأموت، وأخواتي وأمي، لا أعرف ماذا أفعل؟!

أستيقظ في اليل والصباح بنعاس، ورغبة في النوم دون القدرة على النوم.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن الكريم: النوم المتقطع طيلة الليل، والصعوبة في بداية النوم، والتفكير المستمر في مشاغل الحياة قبل النوم، والخوف من المستقبل، والخوف من الموت، أو الخوف من أن يموت أحد الأقارب، وعدم الاستمتاع بالحياة، والاستيقاظ من النوم باكرًا بتعَبٍ وإرهاق، وعدم الشعور بالنوم المنعش.

كل هذه الأعراض هي أعراض قلق وتوتر نفسي، وقد ذكرت أن ما تعاني منه له شهران فقط.

أنت بعمر عشرين سنة – يا بني – وأنت طالب جامعي، وفي هذه السن يمر الشخص بكثير من التوترات والتقلبات المزاجية والاندفاعات العاطفية والحياة والدراسة الجامعية لها مشاكلها، مشاكلها الدراسية، مشاكلها الاقتصادية، الإنفاق على الدراسة، مشاكل مع الطموح والعلاقة مع الآخرين.

لا أدري ماذا حصل لك منذ شهرين، هل مررت بمشكلة ما أم هذه الأشياء حصلت دون أي مشكلة؟

على أي حال: ما تعاني منه هو أعراض قلق وتوتر، وإن شاء الله تعالى أرى أنها في درجة خفيفة، طالما لها شهران، ولكن المشكلة أنها تؤثِّر على النوم، وقطعًا عدم النوم يؤثِّر على الدراسة وعلى التركيز.

عندي لك بعض النصائح النفسية، فأرى في هذه المرحلة أنه يمكن علاج مشاكلك دون تدخُّلٍ دوائي.

تعلم الاسترخاء، لأن الاسترخاء ضد القلق، إذا تعلمت الاسترخاء فسوف تطرد القلق من بالك إن شاءَ الله، الاسترخاء يمكن أن يتم بأشياء بسيطة: ممارسة الرياضة، المشي نصف ساعة يوميًا، من الأشياء المفيدة جدًّا جسمياً والتي تؤدِّي إلى الاسترخاء.

المحافظة على الصلاة – يا ابنِي – وقراءة القرآن والدعاء، فهذه تؤدِّي إلى الطمأنينة وراحة البال والسكينة، تجعلك تترك الهم من المستقبل، وتفوِّضُ أمرك إلى الله، وتساعدك في الخوف من الموت، فالآجال بيد الله، وإن شاء الله تعالى كل هذه الأشياء تؤدِّي إلى السكينة وراحة البال.

بعض الأشياء الأخرى التي يمكن أن تعملها لتحسين النوم: تجنب أي منبهات بعد الساعة الخامسة مساءً، لا تشرب أي من مكونات (الكافيين Caffeine) مثل الشاي والقهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشوكولاتة بعد الساعة الخامسة.

حاول أن تنام في وقتٍ مُحدَّدٍ ليلاً، فلا تجعله يومًا الساعة التاسعة واليوم الثاني يكون النوم الساعة الحادية عشرة أو أقل أو أكثر، ثبتْ وقتًا للنوم.

قم بإطفاء الأنور، ولتكن الغرفة معتدلة الحرارة والبرودة، وحاول قدر الإمكان ألا تحمل مشاكل اليوم معك إلى الفراش، حاول أن تفصل بين أحداث اليوم وبين النوم.

إذا لم تستطع النوم فلا تتقلب في السرير، قم من فراشك وحاول أن تقرأ شيئًا مُسلِّيًا أو حتى الاستماع ومشاهدة التلفزيون أو الراديو، وعندما تنعس يمكنك أن تنام مرة أخرى.

تجنب تناول الطعام الدسم ليلاً، ولا تتناول وجبة العشاء في وقت متأخر، ولتكن وجبة العشاء بعد العشاء مباشرة أو في بعد المغرب، وتجنب التمارين العنيفة قبل النوم، وتوضأ وصل ركعتين قبل النوم، وحافظ على أذكار النوم.

إن شاء الله تعالى بمتابعة هذه النصائح يمكنك أن تتغلب على الخوف وتحسِّن نومك.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً