الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من كل أنواع المخاوف، فكيف أعالج نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 33 سنة، أعاني من الخوف الطبيعي، أو غير الطبيعي، من نوع الفوبيا: مثل الخوف من الرعد والبرق، الأمراض, والجراثيم والبكتريا، وسواس النظافة، الدم، السيارة، المصاعد، الطائرة، السلم الكهربائي، الحيوانات والزواحف والحشرات، الاجتماعات، الرجال، الظلام، الشيطان، الجن، القبور، الأرواح الشريرة، الرقية، الكعبة، الاستيقاظ، المفاجأة، الاحتضان، الناس، بعض الغرف في المنزل، التركيز في العين، بعض الألوان، الانتقاد، سماع أخبار الجرائم والفضائح، مشاهدة العنف والقتل، سيرة السجون والمحاكم، التحرش، المخدرات، الأماكن المغلقة والجديدة، السفر، البلد والمنطقة، البيت والعمل، الاختلاط والوحدة، الجلوس والمشي، المحادثة، المياه، التسوق، المناسبات، صلاتي الكسوف والخسوف، المستشفيات، الحدائق، الندوات والمحاضرات والقاعات، الكاميرا، المسرح، المواجهة، الضرب والصراخ، الزواج، الخروج، التكريم، الحفلات، المعارض، المستقبل، الفشل، والنظر في المرآة، والخوف من ناس معينين.

وأشعر بسرعة نبضات القلب، والحرارة، والانتفاض وغيره، فما العلاج المناسب من الكتاب والسنة لكل ما ذكرت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تتركي نوعًا من الرهاب والخوف إلَّا وذكرتَيه في رسالتك هذه، والظاهر أنك تعانين من الخوف منذ فترة، ولم تذكري في استشارتك، أنت الآن عمرك ثلاثة وثلاثون سنة، وعندك أنواع من الفوبيا والرهاب: رهاب اجتماعي، رهاب من السفر، رهاب من ركوب الطيارة، رهاب من البرق والرعد، وخوف متعدد من معظم الأشياء الطبيعية في الحياة.

مجموعة من المخاوف الْتفَّت حولك منذ فترة، ولا أدري ماذا كنت تفعلين طيلة هذه الفترة، هل تعالجتَ منها؟ هل تعايشت معها طيلة هذه الفترة؟ أم ماذا؟ وتحضرني طُرفة في السبعينات عندما لم تكن هناك أدوية فعّالة للخوف والقلق، وحتى العلاج النفسي السلوكي لم يتطور إلى ما وصل إليه الآن، فهناك بروفيسور كتب كتابًا بعنوان (كيف تتعايش مع الخوف) يشرح للمرضى أنه إذا صعب علاجهم فيمكنهم أن يعيشوا مع الخوف.

الآن - الحمد لله تعالى – ظهرتْ منذ كتابة هذا الكتاب في السبعينات، ظهرت علاجات ناجحة للخوف، علاجات دوائية وعلاجات نفسية.

من العلاجات الدوائية أنصحك مثلاً بتجربة دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، نصف حبة ليلاً – أي خمسة مليجرام – لمدة أسبوع، ثم حبة ليلاً بعد ذلك – أي عشرة مليجرام - وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، و-إن شاء الله تعالى- تظهر نتائجه في خلال شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين، ولكن عليك الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر بانتظام، حبة قبل النوم بعد الأكل، وهو يُساعد في الخوف وفي الرهاب المتعدِّد. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: تحتاجين إلى علاج نفسي داعم، تحتاجين إلى معرفة كيف تسترخين؟ كيف تُقاومين هذا الخوف؟ وتحتاجين إلى معالج نفسي لإعطائك برنامج سلوكي معرفي متدرِّج ومستمر، يستمر لعدة جلسات، قد تحتاجين إلى عشرين جلسة، جلسة أسبوعية، ليُدرِّبك ويُعلِّمك مهارات مُعينة لمقاومة هذا الخوف بالتدريج، ولأن تعيشي حياة طبيعية، وأن تحاولي أن تتغلبي على هذا الخوف والرهابات الكثيرة.

أما دقات القلب فمقدور عليها، ويمكنك أن تتناولي عقاراً يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، إذا كنت لا تعانين من مرض الربو، وهو كفيل بتقليص ضربات القلب إلى مدىً بعيد.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً