الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صمام الوالدة ذو شرفتين فقط، هل يمكن إجراء عملية قسطرة لها؟

السؤال

السلام عليكم

والدتي تبلغ من العمر 72 عامًا، وقد اكتشفنا أنه يوجد لديها تضيّق شديد بالصمام الأبهري بدرجة 39، وقد أفادونا بأنها تحتاج لعملية، ولكن الجراح أبلغنا أنها لا تتحمل الجراحة، وتم تحويلها لعمل قسطرة.

بعد إجراء الفحوصات من أشعة ومنظار أفادونا بأن الشرايين جيدة، ولكن الصمام به تغيّر خَلْقي؛ حيث إنه ثنائي الشرفات، ولا يصلح لها إجراء عملية بالقسطرة، والآن هي تتابع في العيادة، وصرف لها أدوية.

علمًا أن الأعراض التي تعاني منها الوالدة، هي كتمة خفيفة عند بذل أي مجهود.

وأسأل عما يلي:
1- هل الاستمرار على العلاج الدوائي يمكن أن يوقف تطور التضيق، ويحسن من حالتها؟

2- هل من الممكن عمل القسطرة لها في أي دولة متقدمة في هذا المجال؟ علمًا أن إجراءاتها تمت في مستشفى الملك فهد العسكري بجدة، وسمعة المستشفى جيدة في مجال القلب بالذات.

3- أرغب منكم المشورة والتوجيه، هل نستمر على المتابعة والعلاج الدوائي أو نقوم بالبحث عن مكان آخر يقوم بعمل القسطرة؟ وإذا كان كذلك، ما هو المكان المناسب، والذي يستطيع إجراء القسطرة حسب معلوماتكم؟

جزاكم الله خيرًا، ولكم منا الدعاء، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فايز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يولد بعض الأشخاص بصمام الشريان الأورطي ثنائي الشرفات، وليس ثلاثي الشرفات كما هو الوضع الطبيعي لكل الناس، ولا يحتاج ذلك الوضع إلى تدخل طبي، ويتم اكتشافه بالمصادفة عند فحص القلب بالإيكو، ويتطلب ذلك جهدًا أكبر من القلب أو بالأحرى من البطين الأيسر-وهو الغرفة الكبرى في القلب المتصلة بالشريان الأبهر (الأورطي)-؛ لكي يضخ الدماء إلى مناطق الجسم المختلفة؛ مما يؤدي في النهاية إلى تضخم عضلة القلب.

وعندما يكبر المريض في السن تظهر أعراض ذلك المرض في صورة نقص في كمية الدم المتدفق من القلب إلى مناطق الجسم المختلفة، ومن بين تلك الأعراض ألم في الصدر أو الذبحة الصدرية (angina or tightness)، والشعور بالإغماء في بعض الأوقات، خصوصًا مع بذل الجهد (Feeling faint or fainting with exertion)، وضيق في التنفس مع بذل الجهد (Shortness of breath)، والشعور بالتعب والإرهاق (Fatigue)، والخفقان أو زيادة نبض القلب (Heart palpitations)، والصوت المسموع والمسمى لغط القلب أو (Heart murmur).

وهذه الأعراض هي التي يتطلب معها التدخل الجراحي، والهدف عمومًا من العلاج، هو الإقلال من الجهد المبذول من القلب، والإقلال من العبء الملقى على عاتق القلب من خلال السيطرة على الضغط، وعلاجه.

ومن الأدوية المفضلة في ذلك: مدرات البول (diuretics)، ومثبطات مستقبلات بيتا (Beta blockers) من النوع المناسب للقلب، وإنقاص الوزن في حال زيادته، والعلاج والوقاية من ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليستيرول، ومع علاج كل تلك الأمور تظل حالة الصمام مستقرة، والمشكلة ليست في الضيق المتزايد في الصمام، وهذا لا يحدث، ولكن المشكلة في الأمراض المصاحبة لذلك الضيق، والتي لا يتم متابعتها بشكل جيد، والشعور بالكتمة الخفيفة عند الوالدة لا يشير إلى مشكلة كبيرة، بل ناتج عن الصمام ذي الشرفتين -لا أكثر-.

ومن المهم متابعة الإيكو (echocardiogram) كل ستة شهور؛ لمتابعة ضيق صمام الأورطي، وهل يطرأ عليه تغير أم أن الوضع ثابت ومستقر؟ وهل الأعراض السابقة أو التي تعاني منها الوالدة -حفظها الله- تشتد عليها أكثر من ذي قبل أو أن الوضع مستقر ولا اختلاف فيه؟

وفي حال عدم قدرة المريض على إجراء الجراحة، يمكن عمل قسطرة البالون (Balloon valvuloplasty)؛ لمحاولة توسيع الصمام الضيق، ومعروف أن الخبرات والإمكانيات في مستشفى الملك فهد العسكري بجدة عالية، وله سمعة طبية عالية؛ وبالتالي يمكنكم متابعة الحالة في ذلك المستشفى، وندعو الله -سبحانه وتعالى- للوالدة بالشفاء بحوله وقوته.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً