الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعري يتساقط، ما سبب ذلك؟ وهل من علاج له؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع المفيد جداً، وجزاكم الله كل خير، ولن أطيل عليكم في الاستشارة؛ فخير الكلام ما قلّ ودلّ.

أنا شاب، وهبني الله شعرًا ناعمًا وجميلًا جدًا، ولله الحمد، ولكن -للأسف-بدأ يتساقط عند عمر (18)، والآن عمري (21)، وذهب الكثير من شعري من النصف والأمام والخلف قليلاً.

استخدمت -باستشارة الطبيب- بخاخات -لا أتذكر اسمها- ولكن لم تفدنِ، أو لم أستخدمها بشكل صحيح، واستخدمت زيت الحشيش تقريباً لمدة أسبوع، وأيضًا لم يفدني.

فأريد معرفة أسباب تساقط الشعر، ولا يوجد في عائلتي كاملة من إخوان وأقارب وأعمام وأخوال من تساقط شعره. ولا أعلم، فربما العادة السرية لها دور في هذا التساقط؟ وأنا -للأسف- استخدمت العادة كثيرًا عندما كان عمري (17) إلى عمر الـ (20).

أيضًا عندي بعض المشاكل النفسية مثل الرهاب الاجتماعي، ومنعزل عن العالم منذ عمر الـ (16) إلى الآن، وقد كتبت استشارة في هذا الموضوع، واستفدت كثيرًا منها -جزاكم الله خيراً-.

لا أعلم ما سبب هذا التساقط؟ فتقريباً ذهب نصف شعري المنتصف، وقد شوه منظري، وما زال التساقط مستمرًا، فما العلاج الفعال لمثل حالتي؟ وكيف أستخدمه؟ وأيضًا كم مدة استخدامه؟ ومتى أتوقف عن استخدامه؟ وهل زيت الحشيش علاج فعال لتساقط الشعر؟

إذا كان الجواب: نعم، فكيف أستخدمه؟ وكم مدة الاستخدام؟ وهل أتوقف عن استخدام الشامبو؟ وأيضًا كثيرا من الناس نصحوني باستخدام شامبو الأطفال؛ لأنه أخف للشعر من الأنواع الأخرى، هل هذا صحيح؟

أعتذر على الإطالة، ولكن الموضوع شغلني -والله-، وشكرًا لكم جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو: (Anagen)، ومرحلة الكمون: (Catagen)، ومرحلة السقوط: (Teloge)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو؛ ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط الشعر بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أيّة مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكراً في مرحلة الكمون والتساقط.

لذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو الارتفاع الحاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو العدوى الجرثومية الشديدة، أو العمليات الجراحية، أو الولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظاً بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه، أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق، وفي ذلك الإطار يجب التأكد من صحتك العامة، ويفضل علاج مشكلة الرهاب الاجتماعي، والعادة السرية ليس لها علاقة مباشرة بتساقط الشعر، ولكنها عادة سيئة يجب التخلص منها، والانشغال عنها بما يفيد.

هذا النوع من تساقط الشعر يسمى: (Telogen Effluvium) وإذا تمّ علاج سببه، فإن الشعر يعاود في النمو، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل التساقط، سواء كان هناك صلع وراثي مصاحب أم لا.

لذلك أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية؛ لفحص الشعر، وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أية مشكلات أو أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة كما ذكرت سابقًا، ويمكن استعمال بعض محفزات نمو الشعر أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، مثل: (Phyto, Ecrinal, Ducray) وغيرها، وفي العادة يقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه بثلاثة إلى ستة أشهر.

أما بالنسبة للصلع الوراثي، فعادة لا يكون مصحوبًا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبًا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيًا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ (Dermoscope) ويمكنك مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرًا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

وأتصور من خلال وصفك لمشكلتك في الاستشارة أنك تعاني من كلا النوعين من التساقط، وبالأخص الصلع الوراثي المبكر.

وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر (المينوكسيديل)، ويجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعاً بعد التوقف عن العلاج؛ يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة أو أكثر، بمعدل (6) بخات مرتين يومياً على فروة الرأس، وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر من فروة الرأس؛ حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.

مشكلة الصلع الوراثي مشكلة ممتدة، وتتطور إلى الأسوأ مع الوقت؛ ولذك يجب العلاج مبكرًا قدر المستطاع قبل فقد الشعر؛ حتى تكون النتيجة مُرْضية، وفي العادة يجب استخدام (المينوكسيديل) لفترات طويلة، وربما بشكل مستمر، واعتبارها من الروتين اليومي للشخص مثل غسيل الأسنان وما شابه ذلك، وهذا العقار مصرح له بالتداول، ويباع في الصيدليات بدون وصفة طبية، ولا يُنصح بتقليل الجرعة حتى يتم الحفاظ على النتيجة، وحتى لا تعود كما كانت أو تتطور إلى الأسوأ.

لا داعي لاستخدام الزيوت كعلاج لمشكلات تساقط الشعر؛ لأنها في الأساس تستخدم لترطيب الشعر، وفوائدها العلاجية محدودة، ويمكنك استعمال الشامبوهات المصرح لها بالتداول، واختر منها ما يناسبك، ويجعل شعرك أسهل في التصفيف.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً