الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يضجر من زيارتي له، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

مؤخرًا بدأ أبي يضجر من زياراتي، حتى إنه نعتني بـ"الواطي"؛ لعدم تنفيذي لرغبته من عدم الزيارة!

السبب الحقيقي يرجع لتأثير أختي، وممكن أن أحد الأعمام يساعدها في ذلك.

من الحلول:

1- عودتي إلى البيت خلافًا لرغبة أبي أو محاولة إقناعه.

2- الاطمئنان عليه بدون علمه، وهذا فيه شبهة تجسس، وهي محرمة، وكنت أتنصت على البيت بدون علم أحد، ولكني قرأت أن التجسس حرام.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ temp حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أخي الكريم-، وشَكَرَ اللهُ لك حرصك على البر بوالدك.

وجوابًا على استشارتك أقول:

لا بد أن تذهب إلى عمك بنفسك لتنظر ما المشكلة، وَلِمَ يُعِينُ أختك ويحرّض على عدم بقائك في البيت، فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب، وأمكن إصلاح العَطَب -بإذن الله-، فقد يكون مغرَّرًا به، فإن لم يوافق على مقابلتك، فانظر شخصًا يكون قريبًا من عمك، ويسمع لكلامه، فاطلب منه أن يصلح بينكما، وينظر ما الإشكال الذي عنده، هذا إن كان فعلًا له يد في المشكلة، فإن تصالحتم، فسيكون هو الوسيط بينك وبين أختك، طالما وهي تصغي لكلامه، وبهذا يصلح الله الأمور، وتعود إلى بيت والدك، وتقوم بخدمته وبره.

إن لم يتم من ذلك شيء، فتحمل كلام والدك، وسبُّه لن ينقص منك شيئًا، فهذا والدك، لكن إن وصل الحال إلى أنه يتضايق ويتضرر من مجيئك، فَلَبِّ رغبة والدك، فأنت تكون قد بذلت واجبك وجهدك، ولكن والدك يرفض حتى مجيئك إلى باب بيته، ولكن يبقى من واجبك القيام بما تستطيع من خدمة والدك والإنفاق عليه قدر المستطاع وبالطرق المتاحة.

إن كان يقبل منك، فأرسله لِيَدِهِ، وإن كان يرفض أن يستلم منك شيئًا، فأرسله لِيَدِ أختك، إن كانت تقبل منك، ولا تقصّر في حق والدك، فإن كانت لا تقبل، فأرسل بالنفقة عن طريق بعض المقربين من والدك من دون أن يشعر والدك أن ذلك منك، وأجرك ثابت عند الله -تعالى-، وإن كان لا يقبل من أحد، فأرسله إلى يد أختك بواسطة من تثق بها من أقاربكم أو جيرانكم ومن دون أن تشعر أختك أن ذلك مرسل منك، وَابْقَ على سؤال دائم عن حاله واحتياجاته بكل الوسائل المتاحة، وليس ذلك من التجسس في شيء، بل هو المتاح من بر والدك.

أسأل الله –تعالى- أن يكتب أجرك، ويهدي من كان السبب في بغض والدك لك، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً