الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة صديقي أتتني أحاسيس غريبة، فهل ستزول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أود أن أشكركم على هذا الصرح العظيم، وجزاكم الله خيرا.

أنا محمد، كنت أعيش حياة طبيعية جدا عندما كنت صغيرا، فجاءتني كهرباء زائدة في المخ، ولكن -الحمد لله- شفيت منها تماما، وعشت حياة طبيعية جدا، وعندما كنت في الثانوية العامة -وتحديدا في أيام الامتحانات- انتابتني حالة من الخوف والفزع، وكنت أوسوس بوساوس -أستغفر الله- دينية، وكنت أحس أنني لست أنا!، كأني تحولت، أو كأنني جننت، ولكن راحت هذه الحالة بعد شهر، ورجعت طبيعيا.

منذ شهرين تقريبا توفي أحد أصحابي المقربين، فحزنت عليه حزنا شديدا، وقد مات بذبحة صدرية،
وبعد وفاته بعشرة أيام تقريبا أحسست أن دقات قلبي سريعة، فتخوفت، وذهبت إلى المستشفى، فعمل لي رسم مخ، وتحاليل، وكانت سليمة -الحمد لله-، وقيل لي: إنه توتر. ومنذ ذلك الوقت، أي منذ شهرين تراودني أحاسيس غريبة كأنني لست أنا!، ومن أنا!، ولماذا أنا هكذا؟ وخائف ومتوتر طول اليوم منذ الاستيقاظ وحتى النوم، فأريد أن أعرف هل سأجن أم ماذا؟ وهل من الممكن أن تزول هذه الحالة في يوم ما؟

وشكرا لكم، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لصديقك.

أيها الفاضل الكريم: الذي يظهر لي أنك -الحمد لله تعالى– قد شُفيتَ تمامًا من موضوع زيادة كهرباء الدماغ، وحالة الخوف والوسوسة التي أتتك استطعت أن تتخلص منها، وهذا أمرٌ طيب وجميل جدًّا.

الآن الذي تعاني منه نسميه بعدم القدرة على التكيُّف أو التواؤم، الموت حق، ولا شك في ذلك، والإنسان حين يحدث له مثل الذي حدث لك يحزن، وهذه طبيعة الحياة، والأحزان قد يُعبَّر عنها نفسيًا ووجدانيًا وحتى يُعبَّر عنها جسديًا، وتسارع ضربات القلب يعني أن إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) قد زاد في جسمك، وهذا يحدث من القلق ومن الخوف حتى من الحزن.

فأنت أيها الفاضل الكريم: تتفاعل تفاعلاً إنسانيًا عاديًا، وإن شاء الله تعالى الذي بك سوف يزول تمامًا، والأمر لا علاقة له بالجن أو أي مرض عقلي أو أي شيء من هذا القبيل، عليك أن تطمئن، احرص على صلواتك، وأكثر من الاستغفار، واسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لهذا القريب الذي تُوفي، وتصدَّق له حتى وإن كان بالقليل، وهذا نوع من البر له، وكن وفيًا له بهذه الأعمال الصالحة، وهكذا الحياة يجب أن تأخذ الأمور على هذه الشاكلة.

وحتى تطمئن –أخِي الكريم– ويزول الذي بك بسرعة، أريدك أن تتناول أحد مضادات القلق مثل (موتيفال Motival)، عقار بسيط جدًّا، وهو ممتاز وزهيد السعر ومتوفر في مصر، تناول حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين فقط، ثم توقف عن تناول الدواء.

ممارسة أي تمارين رياضية أيضًا سوف يكون جيدًا بالنسبة لك، وأن تتخلص من الفراغ، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، وأن تُطبق بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرُّجي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فاحرص عليها، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً