الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين السبرالكس والباروكسيتين؟ وأيهما أفضل للهلع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

فضيلة الدكتور/ محمد عبد العليم، أنا أستخدم دواءً مكونًا من مادتين؛ الأولى: (hyosin-n-butil bromid 10 ملغ)، والمادة الثانية: (ميدازيبام 10 ملغ).

هل يمكن استخدام هذا الدواء يوميًا مع (السبرالكس 20 ملغ) في حال الهلع والقلق؟ وما الفرق بين (السبرالكس) و(الباروكسيتين)؟ وأي الدواءين أفضل (السبرالكس) أم (الباروكستين) من جميع النواحي؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الدواء المذكور والذي يتكون من مادتين لا أنصحك مطلقًا باستعماله بصفة دائمة؛ حيث إن أحد مكوناته الرئيسية -وهو (ميدازيبام Medazepam)- دواء يؤدِّي إلى التعود في نهاية الأمر، نعم، هو دواء ممتاز جدًّا لإجهاض نوبات الهلع الحاد والهلع والفزع، لكن على المدى البعيد -وإذا استمر الإنسان في استعماله- يحدث ما يُعرف بالإطاقة أو التحمُّل، يعني أن الجرعة التي كان يستعملها الإنسان لا تفيده إلَّا إذا رفع الجرعة بكميات عالية جدًّا حتى تؤدِّي إلى الفائدة التي يتوقعها، وهكذا، وبعد فترة سوف يدمن الإنسان؛ لأنه يستمر في رفع الجرعة بصفة متكررة، فأرجو ألا تستعمل هذا الدواء، هذا هو رأيي.

(سبرالكس Cipralex) دواء رائع جدًّا لعلاج الهلع والفزع، و(السبرالكس) دواء غير إدماني، وجرعة العشرين مليجرامًا هي جرعة ممتازة جدًّا، فقط دعِّم (السبرالكس) بالتمارين الاسترخائية والتفكير الإيجابي والعلاج عن طريق التأمُّل وممارسة الرياضة، هذا كله يُساعدك كثيرًا، فأرجو ألا تستعمل دواءً حتى وإن أفادك على المدى القصير، لكن على المدى البعيد سوف تكون أضراره كثيرة جدًّا، حيث إنه يؤدِّي إلى الإدمان.

(السبرالكس) و(باروكستين Paroxetine)؛ كلاهما من الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي تنتمي لمجموعة (SSRIS)، والفروقات بين الدواءين ليست كبيرة، من ناحية السلامة كلاهما سليم، لكن (السبرالكس) ربما يعتبر أكثر نقاءً، حيث إنه لا يتفاعل سلبًا مع معظم الأدوية الأخرى، وذلك من خلال التمثيل الأيضي في الكبد.

(السبرالكس) أيضًا يتميز بأنه أكثر فعالية في علاجات نوبات الفزع والهلع، ولكن (الباروكستين) أكثر فعالية في علاج الخوف والرهاب الاجتماعي.

ويتميز (الباروكستين) أيضًا بأنه في حالة وجود اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وتَناولَه الإنسان من أجل علاج القطب الاكتئابي، هذا الدواء من مضادات الاكتئاب التي لا تدفع الإنسان نحو القطب الهوسي.

بالنسبة (للباروكستين) قد يؤدِّي إلى زيادة في الوزن أكثر من (السبرالكس)، كما أن التوقف المفاجئ عنه يُعتبر شديدًا جدًّا من ناحية الآثار السلبية حين نُقارنه (بالسبرالكس).

إذًا التفضيل بين الدواءين ليس بالأمر السهل، لكلٍّ صولاته وجولاته، ولكلٍّ فوائده ومنافعه، لكن إذا وددنا أن نُقيِّم الموضوع بكلِّياته ربما أُرجِّح كفَّة (السبرالكس) قليلاً على (الباروكستين) من جميع النواحي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً